باب ذكر الفصل الرّابع، وهو الغيظ وما تصرّف منه
اعلم، نفعنا الله وإيّاك، أنّ الغيظة والمغايظة والاغتياظ معروف، وذلك نحو قوله، ﷿: وَالْكاظِمِينَ الْغَيْظَ (١)، [وكَيْدُهُ ما يَغِيظُ (٢)، ومِنَ الْغَيْظِ (٣)]، قُلْ مُوتُوا بِغَيْظِكُمْ (٤)، وسَمِعُوا لَها تَغَيُّظًا (٥)، ولِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ (٦)، وَإِنَّهُمْ لَنا لَغائِظُونَ (٧)، وما كان مثله.
ويقال من ذلك: غظته فأنا أغيظه غيظا (٨).
... فصل
فأمّا قوله، ﷿، في سورة (٩) الرّعد: وَما تَغِيضُ الْأَرْحامُ (١٠)، وفي هود: وَغِيضَ الْماءُ (١١)، فإنّهما بالضاد، لأنّهما بمعنى النّقصان.
يقال: غاض الماء يغيض غيضا ومغاضا، إذا انتقص. والموضع الذي يغيض فيه الماء: مغيض. ويقال: غيض الماء يغاض، إذا نقص منه وذهب بأكثره. وانغاض الماء لغة حجازية (١٢). فاعلم ذلك.
_________
(١) آل عمران ١٣٤.
(٢) الحج ١٥.
(٣) آل عمران ١١٩.
(٤) آل عمران ١١٩.
(٥) الفرقان ١٢.
(٦) الفتح ٢٩.
(٧) الشعراء ٥٥.
(٨) ينظر في (الغيظ): الضاد والظاء ٧٨، والفرق للبطليوسي ٢٤١، وزينة الفضلاء ٩٣، ومعرفة الفرق بين الظاء والضاد ١٩، والظاء ١٦٤.
(٩) (سورة): ساقطة من المطبوع.
(١٠) الرعد ٨.
(١١) هود ٤٤. وينظر: عمدة الحفاظ ٣/ ١٩٣٠.
(١٢) التاج (غيض).
1 / 45