فابتعد رفول عن مرمى الكرباج الذي بيد أخيه، ووقف ليقول للثلاثة: روحوا يا عمي روحوا، هذي فرس تكدش وتلبط وتنام تحت خيالها.
وأشار الخوري بكرباجه صوب أخيه، فسقط الكرباج على صدر الفرس، فأرنت
6
واشرأبت، ورمت الخوري فتهاوى الثلاثة عليه. هذا يمسح ما علق بثيابه من غبار، وذلك يعيد إلى الخرج ما سقط منه. وأخيرا نهض المحترم من كبوته ممرغا كأنه قاروط مطحنة، وبعدما تمكن من جلسته في قربوس
7
فرسه، شمع أخوه رفول الخيط، وهو يتلفت.
هذا فصل من فصول مهازله؛ فهو لم يبع من خيله لا فرسا ولا مهرة ولا مهرا. كان يثمنها كما يبدو له أنها تساوي، ولا يبيع قط، حتى قال فيه شاعر عامي:
صاحبنا عندو كديشة
وما عندو تا يعشيها
إن جاعت تاكل دقنو
Halaman tidak diketahui