منه أن المقصود بروايتها غير العمل بها وكان هذا الإسناد وهذا الطعن مغنيا عن زيادة عليه ولكنا نستظهر في تفصيل الجواب فأقول بالله ولله جل جلاله إنني رأيت فيما وقفت عليه أيضا أن المنجم الذي قال لمولانا علي(ص)هو عفيف بن قيس أخو الأشعث بن قيس ذكر ذلك المبرد وأعلم أنه لو كانت هذه الرواية صحيحة على ظاهرها لكان مولانا علي(ع)قد حكم في هذا على صاحبه الذي قد شهد مصنف نهج البلاغة أنه من أصحابه أيضا بأحكام الكفار إما بكونه مرتدا من الفطرة فيقتله في الحال أو برده إن كان عن غير الفطرة ويتوبه أو يمتنع فيقتله. لأن الرواية قد تضمنت أن المنجم كالكافر أو كان يجري عليه أحكام الكهنة والسحرة لأن الرواية تضمنت أنه كالكاهن والساحر وما عرفنا إلى وقتنا هذا أنه(ع)حكم على هذا المنجم صاحبه بأحكام الكفار ولا السحرة ولا الكهنة ولا أبعده ولا عزره بل قال سيروا على اسم الله تعالى والمنجم من جملتهم لأنه صاحبه وهذا يدلك على تباعد الرواية من صحة النقل أو يكون لها تأويل على غير ظاهرها موافق للعقل
فصل:
ونحن نذكر فيما بعد حديث المنجم الذي عرض لمولانا(ع)أنه من دهاقين المدائن لما توجه إلى الخوارج وأنه لما ظهر له منه(ع)المعرفة بعلم النجوم التي لم يدركها أهل العلوم أسلم الدهقان وصار من أصحابه وهي موافقة لما ذكرنا من الحجج المعقول والمنقول ومعارضة لهذه الرواية البعيدة من كلامه الباهر للعقول
Halaman 58