تجري على الفريقين على المقارنة والمناسبة بل لعل هلاك العقلاء بعقولهم أكثر من هلاك الحيوان المختار من غير عقل بما هو عليه من الجهل ويقال له لو كان في علوم بني آدم بديهيات لقد كان يتعذر على أحد منهم الخلاف فيها وقد اختلفوا فيها ويقال له لو كان العلم ثابتا بأنا فاعلون ضرورة لكان السالم منه أكثر من الهالك ونحن نرى ثلاثا وسبعين فرقة من الأمة المرحومة جهلتها أكثر من الفرقة الناجية في كل وقت من الأوقات ومع ذلك ما دل هذا الاختلاف على بطلان العلم بأنا فاعلون بالضرورة وقد تركنا معارضات كثيرة
فصل:
ثم قال (رحمه الله) عن شخص غير منجم سماه الشعراني له إصابات عظيمة بعضها وقعت بحضوره من إخباره بالغائبات فقال كان لنا صديق يقول أبدا من أدل دليل على بطلان علم النجوم إصابة الشعراني والجواب إن الذين يذهبون إلى أن الولادة في وقت معين دالة من طوالع النجوم فيقولون إن طالع هذا الشعراني اقتضى تعريف الله تعالى له بهذه الإصابات وهم يجعلون هذا من حججهم إن النجوم دلالات من آيات فاطر الأرضين والسماوات ولو كان هذا الشعراني يصيب من مجرد عقله لاشترك في إصابته كل من له عقل مثله وخاصة كان يلزم ذلك من يقول إن العقول متساوية وحكى مجلسا جرى له مع منجم ذكر نحو ما ذكرناه ثم اعترض عليه بأن قال وإذا كانت الإصابة بالمواليد فالنظر في علم النجوم عبث وتعب لا يحتاج إليه والجواب أن يقال له (رحمه الله) إذا كانت الإصابة في
Halaman 49