Faraj Mahmum
فرج المهموم - معرفة نهج الحلال من علم النجوم
Genre-genre
مائتي مقرعة ثم بادرت فأخذت ذلك السلاح الذي معهم ورميته في الماء وذلك أني خفت أن يقصدنا اللصوص فلا يرضون إلا بقتلي واستسلمت للأمر طلبا للسلامة في نفسي وجعلت أفكر في الطالع الذي خرجت فيه فإذا ليس فيه ما يوجب القطع علي والناس قد أبرزوا إلى الشط وأنا في جملتهم وهم يفرغون السفن وينقلون ما فيها إلى الشط ويشلحون ويقطعون وكنت في وسط المكان فلما انتهى إلي الأمر جعلت أعجب من حصولي في الخوف والطالع لا يوجبه وليس أتهم عملي في هذا فأنا كذلك إذا سفينة فيها رئيسهم قد طرح علي كما كان يطرح على سفن الناس ليشرف على ما يوجد فحين رآني منع أصحابه من انتهاب مالي أو شيء من سفينتي وصعد وحده إلى أن صار قدامي وتأملني طويلا ثم انكب يقبل يدي وكان متلثما فلم أعرفه فعجبت وقلت يا هذا ما لك فأسفر وقال أما تعرفني يا سيدي فتأملته وأنا جزع فلم أعرفه فقلت لا والله قال بلى أنا عبدك ابن فلان بوابك الكرخي هناك وأنا الصبي الذي ربيت في دارك فبررتني فتأملته فإذا الخلقة خلقته إلا أن اللحية قد غيرته في عيني فسكن روعي قليلا وقلت في الحال يا هذا كيف بلغت إلى هذا الحال قال سيدي نشأت فلم أتعلم غير معالجة السلاح وجئت إلى بغداد أطلب الديوان فما طلبني أحد إلى هذا الحال فطلبت قطع الطريق فلو كان أنصفني السلطان وأنزلني بحيث أستحق من الشجاعة ما فعلت هذا بنفسي فأقبلت أعظه وأخوفه الله ثم خشيت أن يشق ذلك عليه فتفسد رعايته لي فاقتصرت فقال يا سيدي لا يكون بعض هؤلاء أخذ منك شيئا قلت لا
Halaman 170