Farah Antun: Kehidupannya – Karya-karyanya – Petikan dari Karya-karyanya
فرح أنطون: حياته – أدبه – مقتطفات من آثاره
Genre-genre
ونريد بهذا العمل: تحبيب المنزل إلى زائريه.
أي نعم، إن استقبال الزائرين واجب من الواجبات البيتية الجميلة، وعمل لطيف نحيف، مملوء شوكا كما أنه مملوء زهرا. أما الزهر فإن السيدة تتصل بالعالم بواسطته، وتتعرف بالناس، وترأس مجالس الحديث في القاعات، وتكون ملكة المنزل الحقيقية. ويا حبذا لو كان في الاستطاعة الآن نقل الفصل الجميل الذي كتبه الفيلسوف جول سيمون في كتابه «المرأة في القرن العشرين»، بخصوص هذه المجالس وهذه القاعات، ولكننا نكتفي بالإشارة، فإنه قال فيه: إن قاعة المرأة هي مصدر التمدن في العالم إذا كانت قاعة حقيقية، والقاعة الحقيقية هي مجالس يأتيها أصدقاء المنزل وجميع من لهم علاقة بالزوج من الرجال، وبالمرأة من السيدات، فيقطعون أوقاتهم - عفوا أيتها السيدة - لا بلعب الورق، ولا بالأزياء، ولا بالكلام عن الناس، ولكن بالمسائل المفيدة والمفكهة معا، من أدبية وسياسية وعلمية وفلسفية. فهناك يتنافس الرجال ليظهر كل واحد منهم فضله في هذه الأمور الفاضلة أمام النساء، وتتنافس النساء لتظهر كل واحدة منهن معرفتها وأدبها وفضلها أمام الرجال، فتكون القاعات التي على هذا المنوال مدرسة سامية، وحكما عظيما في الذوق وفي كل الأمور. القاعات حينئذ ترقى إلى مرتبة الوزراء، القاعات ترفع إلى عضوية الأكاديمي، القاعات تنشر شهرة كل مستحق، وتقلص شهرة غير المستحق، وفيها السيدات ملكات جالسات على عرش الأدب واللطف والظرف، يرأسن الحديث فيها، وإذا خرج واحد من الرجال في حركة أو إشارة أو كلمة عن حد الأدب أو الحشمة، فإن الواحدة منهن على لطافتها وضخامته، وضعفها وقوته، قادرة على إرجاف قلبه في صدره بكلمة واحدة، ونبذه من الهيئة بإشارة واحدة.
هذا هو الزهر الذي تجده المرأة في هذه المجالس، وهو يقتضي أن تكون عارفة بأساليب الحديث تعطي كل ذي حق حقه، ولا تترك أحدا يمل في قاعتها. وهذا أمر لا يجب تعليمه في مدرسة؛ لأنه طبيعي في المرأة كما لا يخفى.
وأما الشوك فإنه مؤلم وذو خطر عظيم، ونعني هنا بالشوك تلك التجارب التي تعرض للمرأة في خلال هذه المجالس، فإن كل الناس ليسوا - من سوء الحظ - أدباء كرام النفوس، بل إن كثيرين منهم يتخذون هذه الزيارات والمجالس حبائل للاقتناص، وأنت تعلم ما هذا الاقتناص، فبإزاء هذا الخطر العظيم على راحة العائلة وفضيلة المرأة يجب أن تربى المرأة تربية خصوصية تقيها هذا الخطر؛ وذلك بإيقافها على أخلاق الرجال، وتدريعها بدرع الفضيلة والدين والأدب ومعرفة الواجبات.
والآن هل تمت واجبات المرأة بعد ما ذكرناه منها، أم بقي منها شيء؟
إذا كان المراد التفاصيل فقد بقيت أشياء؛ لأننا هنا نشير إلى أمهات المسائل إشارة فقط، وإذا كان المراد هذه الأمهات، فإننا نرى أنه لم يبق إلا مسألة واحدة، ولكنها من أهم المسائل النسائية.
وهذه المسألة هي: هل يجب أن تبقى المرأة داخل البيت، أم يجب أن تخرج منه للعمل كالرجل؟
فنجيب على الفور أن المرأة قد خلقت لتكون زوجة وأما قبل كل شيء، وبعد ذلك يأتي ما بقي، ومقام الزوجة والأم هو في المنزل، فعلى المرأة أن تبقى ملازمة منزلها؛ لزيادة النسل وتربيته، وغرس الفضائل البيتية فيه؛ لنشرها منه في العالم.
هذه حقيقة يؤيدها جميع أنصار النساء الحقيقيين وكل محبي خير الهيئة الاجتماعية، ولكن لدينا مسألة مهمة تتفرع منها، وهي: أن امرأة خضعت للناموس الطبيعي والإلهي القاضي بأن يكون عمل المرأة داخل المنزل وعمل الرجل خارجه، فتزوجت وأقامت تربي أولادها، فرزقت ستة منهم، ثم في يوم من الأيام وهي مطمئنة الخاطر، باسمة الثغر، هبت على منزلها إحدى زوابع الأقدار الهائلة السوداء، وسودت حياة وخربت عمارا، فمات زوجها ولم يترك من يعولها، ولم يخلف لها سوى أولاد صغار على يديها الضعيفتين، فماذا تصنع حينئذ؟
لا خلاف في أنه يجب عليها حينئذ أن تشمر عن ساعد النشاط والهمة، وبرأس مرفوعة عظمة كأنها تناطح الأقدار التي تدلت عليها لسحقها، تقوم إلى العمل بشرف وجد، لتكسب خبزها وخبز أولادها بعرق جبينها. فعلى المرأة إذا أن تكون مستعدة للعمل إذا انتدبتها العناية الإلهية له متى انهدم سندها. ويجب عليها أن تضع هذا الأمر دائما نصب عينيها، وهي مسألة خطيرة توجب الاهتمام بتعليمها عملا تعمله يكون منطبقا على استعدادها النسائي وذوقها ومواهبها، وجميع فلاسفة العالم يجيزون عمل المرأة حتى خروجها من البيت لهذا العمل في حادثة كهذه الحادثة.
Halaman tidak diketahui