التي تعصبها حلقة من حديد وكأنها قبر قديم،
وأهيم حزينا خلف حلم غامض جميل،
خلال الحقول التي يزدهر فيها عصير لا نهاية له،
ثم آخر منهوك العصب بعطر الأشجار،
وأحفر برأسي قبرا لحلمي،
وأعض الأرض الساخنة التي تنبت النرجس. •••
وأغوص منتظرا أن ينهض عني الملل،
ومع ذلك فزرقة السماء تبتسم فوق سياج الشجر المستيقظ؛
حيث ترفرف العصافير كالزهر في ضوء الشمس.
ففي هذه القصيدة يرى بعض النقاد أن الشاعر قد بلغ في رمزيته حد الغموض الكثيف الذي استحال فيه الرمز لغزا وبعدت المسافة على الإيحاء القريب المدخل، وذلك بينما يرى نقاد آخرون أن القصيدة لا غموض فيها بالرغم مما يبدو من أنه يعكس فيها الأوضاع ويقلب المواضعات؛ إذ بطول التأمل فيها لا نلبث أن نحس بأن الشاعر قد نجح نجاحا رائعا في خلق ذلك الجو النفسي الذي يشيع في روحه ويود أن ينقله إلينا أو يوحي به وهو جو الملل المتجانس مع جو الشتاء حتى ليلوح له ذلك الشتاء ضاحيا، بينما يتمطى العجز بجسمه ويحفر برأسه قبرا لأحلامه، ويعض الأرض الساخنة التي تنبت النرجس، وعلى الرغم من كل ذلك لا يفقد الشاعر أمله؛ فزرقة السماء تعود إلى الابتسام والعصافير ترفرف في ضوء الشمس، ولعله الربيع الناهض، ولعلها القدرة تثب مكان العجز المتمطي.
Halaman tidak diketahui