عند عبور القوات منطقة أحراش ومستنقعات، فلا بد أن يجري العمل - وفي وقت مبكر - على شق الدروب وتمهيد الطرق لتسهيل التحركات. وإذ يتحقق النصر للقوات، فيجب الحرص على الانضباط والالتزام بالنظام؛ بغية التحلي بمظهر مشرف يشيع المهابة على النحو الذي يليق ببلد وجيش منتصر [فراغ].
عند عبور طرق جبلية ملتوية، فلا بد من اتخاذ تشكيل «شان تشيو» (التشكيل الدائري)، وإذا كانت التحركات تسلك طرقا داخل الأحراش الكثيفة فوق أرض مليئة بالأشواك والحشائش البرية، فلا بد من اتخاذ تشكيل «وي» (تشكيل الطرق المتعرجة) بحيث تبقى الوحدات في خطوط متصلة.
ويمكن استخدام تشكيل «يا نشين» بغرض استنزاف طاقة العدو، أما عند القتال في المناطق ذات الأهمية الفائقة [الاستراتيجية] فلا بد من استخدام تشكيل «تسا قوان». وفي حالة الانسحاب، فيستخدم تشكيل «بنغ تسو»، وعند الاضطرار إلى عبور ممرات جبلية، فيستخدم تشكيل «تشيو تسي» (الطرق المتعرجة).
إن الهجوم على مدن العدو يجب أن يكون مكتسحا وصاعقا كأنه شلال هادر لا يدع شيئا إلا جرفه، وعند الانسحاب الليلي فلا بد من إبلاغ الأوامر عبر رسائل مختصرة [مشفرة] وواضحة. كما أنه من المهم جدا توخي الضبط والربط في إجراءات الأمن الليلي والسؤال عن كلمة السر أثناء نوبات الحراسة، وإذ يتقرر القيام بتشكيل الهجوم المباغت على العدو، فلا بد من انتقاء العناصر المدربة ذات المهارة القتالية العالية (لمباشرة التنفيذ).
ولا بد من تفعيل دور العربات العسكرية وتوظيف طاقات استخدامها القتالي عند الالتحام المباشر مع صفوف العدو، ثم إن المركبات يمكن أن تقوم بدور مهم في إشعال الحرائق في عتاد ومؤن ومعدات القوات المعادية. (واعلم أنه من الأهمية بمكان ...) استخدام التشكيل المخروطي عندما يراد للقوات أن تقوم باختراقات هجومية ذات فعالية. وإذا تناقص عدد القوات عن الحد المطلوب، فلا بد من تكثيف الطاقة القتالية وتركيز القوة العسكرية؛ وذلك للحيلولة دون تمكين العدو من تطويق القوات.
إن تنظيم الصفوف وضبط توزيع الوحدات واستخدام الشارات والأعلام والبيارق، وكل ما من شأنه فرض النظام والانضباط، يمهد السبيل لعمل التشكيلات القتالية. إن الغرض من عمل تشكيلات قتالية كثيفة، كقطع السحاب المتراكم، هو المبادرة إلى الإغارة على قوات العدو، على أن تتقدم الوحدات بسرعة البرق لتباغت أعداءها، فتضطرب صفوفهم تحت ضربات هجوم ساحق كالصاعقة.
الزم التعمية وتحرك تحت جنح الخفاء للإيقاع بعدوك في براثن الخديعة، وعليك أن تجعل من التخاذل والاستكانة كمينا توقع به قوات العدو، بحيث تجرها إلى ساحة القتال فوق الهضاب والمرتفعات [كذا] [فراغ]، وقد يمكنك أن تتظاهر بالوقوع في تحركات خاطئة؛ وذلك لاستدراج العدو في محاولة لعبور النهر، فتهاجمه وسط الماء [كذا] [فراغ]، ولا ينبغي أن تتسرب إلى الجنود خططك القتالية؛ لعلهم يثابرون على القتال، باذلين أرواحهم في الاشتباك، ولتقم الأودية والخنادق فاصلا بينك وبين العدو (فتتغلب بقواتك الأقل عددا على كثافة حشوده).
ثم إنك تستطيع أن تثير البلبلة والحيرة لدى القوات المعادية بما تنثره من هياكل خداعية للأسلحة والمعدات وما تقيمه من البيارق والأعلام (كوسائل خداع). اتخذ من تشكيلات «العاصفة» والعربات الحربية الخفيفة وسائل لمطاردة فلول القوات الشاردة. وإذ تنزل بالعدو التخريب والتدمير، الذي لا تقوم له من بعده قائمة، فعليك أن توجه تحركات قواتك صوب مواقع أخرى؛ حذر هجوم أعداء آخرين أقوى وأعتى. واحرص على أن تستخدم تشكيل «فو جيو» للانقضاض على قوات العدو لتجبرها على الانغماس في «حرب الأنفاق» [حيث تنحصر بين مرتفعات جبلية منيعة فتسهل إبادتها].
إن قوات تجوب الميادين بغير لباس حرب، تضرب على غير هدى في فوضى عارمة، يمكن أن تصلح كوسيلة مناسبة تماما لخداع العدو، ولا بد من انتقاء أكثر المقاتلين شجاعة ومهارة وجرأة لمقاومة طليعة العدو، واعمل على أن تتخذ تشكيل «جيان» (الصلابة والثبات) وأن تعبئ القوات مع تركيز طاقتها القتالية لضرب القوة الرئيسية للعدو.
ويمكن اللجوء إلى تدمير الأسوار والفواصل المصنوعة من الحشائش والنبات لإثارة البلبلة والحيرة وسط صفوف العدو، بل يمكن التظاهر بالتخلي عن بعض المؤن والذخائر، على سبيل الخداع وإيهام العدو بتصورات كاذبة. ولا بد من إيقاع العدو في المزيد بعد المزيد من العقبات لاستنفاد طاقته.
Halaman tidak diketahui