إن أوامر القائد [فراغ]، هي الوسيلة التي من شأنها العمل على خلق أجواء من المعنويات القتالية المرتفعة قبيل الاشتباك، والقائد [فراغ] يرتدي زيا عسكريا متواضعا [حرفيا: ثوبا خشنا] لاستنفار إرادة المقاتلين وإثارة روح العزم والتصميم، فذلك ما اصطلح على تسميته ب «لي تشي» [أي: استثارة الحماس].
ويصدر القائد أوامره التي تقضي بأن تحمل القوات ما يكفيها من الحبوب والمؤن مدة ثلاثة أيام، ويلزم الأهالي جميعا [فراغ]، بحيث يمتنع وصول الرسل من القصر الحاكم، ويحظر القادة إيفاد المبعوثين والرسل من ميدان المعركة إلى القصر، وهذا هو الإجراء الذي اصطلح على تسميته ب «توان تشي» [أي: قرار الحسم].
ويقوم القائد بجمع أفراد الحراسة إليه، ويوجه إليهم حديثه، قائلا: «لا ينبغي أن يكون الإمداد (تعيينات الطعام والشراب) [فراغ]، فمن ثم كان من الضروري الحفاظ على الروح المعنوية المرتفعة لدى المقاتلين.» *** [يرد في بعض النسخ، نص آخر في أعقاب المتن، لكنه غير مكتمل العبارة، بالإضافة إلى أنه مجهول التوثيق؛ فلا يعلم، على وجه القطع، مدى ارتباطه بالمتن الأصلي، وأجرب، فيما يلي، ترجمته - قدر الإمكان - إلى العربية ...] ... [فراغ]، فذلك مما يثير الحيرة والارتباك، والغرض من ذلك حثهم على استصغار شأن العدو، غير أنهم إذا ركبهم الغرور واستصغروا شأن عدوهم، فالهزيمة هي قدرهم المؤكد.
وإذا فقدت قواتنا الحماس اللازم، فسوف تصاب تحركاتها بالإهمال والتراخي؛ وهو ما سيؤدي حتما إلى فقدان الفرصة الحاسمة، مما يعني - في آخر المطاف - الهزيمة الساحقة. وإذ تنهزم القوات [فراغ]، وعندما تذبل الإرادة ويتراجع الحماس، يحل الجبن، وإذ تخور طاقة الجنود ويجبنون عن الزحف، يتقهقرون [فراغ].
فإذا لم يتداركهم القائد، فسوف يضرب عنقه [كذا]، ويلقى الجميع مثل هذا المصير، (والمطلوب في مثل هذا الموقف ...) أن يصدر القائد أمره بإيفاد الرسل إلى الجبهة لتشجيع المقاتلين وحثهم على التقدم والهجوم [فراغ].
الفصل الرابع عشر
مهام القادة1
قال سونبين: يجب على كل من يقوم على توزيع القوات، وتقسيم الوحدات وقيادة الجيش، أن يتخير ذوي الاقتدار والكفاءة لشغل الرتب العسكرية. كما يجب (على المسئول في هذا الشأن) استخدام الشارات وعلامات الرتب التي تحدد كل درجة ورتبة، بالإضافة إلى استعمال الرايات المختلفة فوق العربات لتمييز أنواعها وأقسامها، [فراغ]، وكذلك استخدام [فراغ]؛ لتحديد المواقع والصفوف. ويتم تقسيم الوحدات العسكرية في البلديات والأحياء (حسب توزيع المناطق الإدارية على مستوى الإقليم) ويتولى الضباط مهام عملهم تبعا لتوزيع الهيئات البلدية الإقليمية، أما الوحدات العسكرية فيتم تمييزها بالرايات المختلفة الألوان، ويجري إعلان الأوامر بواسطة دق الطبول والصنوج النحاسية، ويراعى أن تتحرك الصفوف دائما بخطوات منتظمة، كما أنه من الضروري أن تسند مهمة الحراسة إلى أفراد ذوي شجاعة فائقة، على أن يكون التشكيل الهجومي الذي يقوم باقتحام صفوف العدو، هو تشكيل «سو جن» [تشكيل قتالي غير معلوم عند محقق النص]، بينما يستخدم تشكيل «تشيو ني» (ملاحقة العدو بالهجوم)، في محاول لإرهاقه واستنفاد طاقته، كما ينبغي استخدام تشكيل «يون» [غير مصحوب في النص المحقق بهامش توضيحي، ويقول المحقق إنه تشكيل غير معلوم]، عند دفع الرماة للاشتباك، أما التشكيل المعروف باسم «إينغ وي» (نشر القوات بكثافة عددية، في موجات متلاحقة من الجنود)، فيستخدم لصد محاولات التطويق التي يقوم بها العدو. ويوضع في الاعتبار استخدام تشكيل «ها سوي» (إغلاق الممرات والطرق)؛ للقضاء على وحدات العدو المتقدمة. ثم إن تشكيل «بيفو» يناسب الأحوال التي يجري فيها اتخاذ أهبة الاستعداد لمساندة قوات صديقة، أما تشكيل «تسو هانغ» (إجراء مناوشات أثناء التقدم)، فهو الأسلوب الأمثل لإعلان العزم على القتال [فراغ]، ويمكن دفع قوات خفيفة للقضاء على فلول العدو الشاردة، وبالإضافة إلى ذلك فإن تشكيل «شينغ تشن» [آلة حربية لمهاجمة التحصينات الواقعة على الأسوار أو في الأماكن المرتفعة] لمهاجمة المدن الحصينة [في نسخة أخرى، ترد ترجمة هذه العبارة، هكذا: «لمهاجمة العدو المرابط في أماكن عالية»] [فراغ]،
2
وإذ يتحصن العدو فوق أماكن مرتفعة، فيمكن مهاجمته من الأجناب. في الأحوال العامة للقتال، وعند الاشتباك المباشر بين الجنود في ساحة المعركة، لا بد من إطلاق العنان للطليعة المقاتلة، حيث يصير لها، حينئذ، دور فاعل ومتميز، فإذا كانت قوات العدو محاصرة وسط مواقع جبلية منيعة، فلا بد من استدراجها عبر فم الوديان خارج تلك المواقع؛ ليسهل القضاء عليها.
Halaman tidak diketahui