الموازنة الذكية والاختيار الصائب1
قال سونبين: ما أشبه قيادة الوحدات المقاتلة وتعبئة الحشود (الجماهير) بعملية الموازنة بين أثقال متباينة وأوزان مختلفة، الموازنة تجري، أساسا، بهدف المفاضلة عند اختيار الأكفاء من الناس، كما أن أساليب التنجيم والعرافة [التي تقوم على حساب موازين الأضداد (ال «ين» مقابل ال «يانغ»)]، تهدف إلى تركيز قوة التشكيلات لقتال العدو، فلا بد من المثابرة على الموازنة في كل الأمور [فراغ]، وصولا إلى درجة الحياد التام والاعتدال الذي لا غبار عليه حيث يمكن الاطمئنان، بشكل تام ونهائي، إلى النتائج (ويصير الشروع في إتمام المهام والواجبات ممكنا بغير عوائق)، ما دامت الشروط الملائمة قد توافرت (بموجب تلك الموازنة). إن ذلك الميزان العادل من التقديرات يظل مطلوبا في كل الأمور سواء ما يتصل منها بالمصلحة العامة أو الملكية الخاصة. (واعلم) أن من الناس من قد حاز الثراء والرفاه، فأحب الحياة وكره الممات، ومنهم من ضاقت به ظروف العيش حتى رخصت لديه الحياة - وهذه مسألة لا يفقه كنهها إلا ملك حكيم أو مفكر قديس - فبلغوا من التجرد مبلغا، استطاعوا به أن يجعلوا من ساحات القتال مواطن بذل وفداء، يقصدها الكافة بإرادتهم الحرة، دون أن ينفرهم الموت، أو يصدهم هلاك النفس أو المال، وذلك باب من أبواب الموارد والثروة التي لا تنفد [كذا].
إن ما يبديه الناس من استعداد للبذل والتضحية يصد الجيران المتربصين (الأعداء) عن الإغارة على الأوطان، ويحجب الأعداء البعيدين عن الطمع والاستيلاء على الأراضي. إن ازدياد الثروات كفيل بأن يشيع روح التنابذ والفرقة بين الأهالي، وهو الأمر الذي، إذا ترك وشأنه، فسيدفع النفوس إلى الجحود ونكران جميل السادة الأباطرة [كذا]، أما إذا شحت الأقوات وندرت الأموال ف... [فراغ]، وتطبع الأرض كلها بطابع العرفان والولاء لجلالته؛ لذلك، فقد طالما رأيت أن العمل على تراكم الثروة لخدمة الأهالي، ومضاعفة الموارد من أجل الوطن، يقود إلى دعم الأسباب المؤدية إلى قيام حرب طويلة الأمد، ويوفر الشروط الأساسية لتحقيق النصر [وفي الوقت نفسه، فتلك هي الطريقة المثلى (حرفيا: الطريقة السحرية)] التي تدخل بها البلاد ساحات قتال دامية.
الفصل الثاني عشر
التجنيد والتعبئة1
تعذر نقل نصوص المتن، هنا؛ لما أصاب عبارات الأصل من تلف وفقدان الكثير من خطوط الكتابة فيها، وإن كانت دلالة العنوان وبعض العبارات القليلة المتبقية تشير إلى أن الفكرة الأساسية للمحتوى العام، ربما، كانت تهدف إلى المهارات والفنون التي ينبغي على القادة اكتسابها، وذلك فيما يتعلق بتجنيد المقاتلين وتنمية استعدادهم على الإقدام والبذل، بينما يرى محقق النسخة، التي بين أيدينا، أن موضوع هذا الفصل يتصل بالإجراءات الواجب اتخاذها لتقليص عدد المقاتلين، مع تنمية كفاءتهم. وفيما يلي أقدم ترجمة حرفية للمتن على صورته الوارد بها في النسخة المترجم عنها، دون حتى إقحام كلمة «فراغ» بين قوسين:
قال سونزي: «إن الفاضل الحكيم ... فقدان الجنود. كما أن المكافأة والجزاء ... فقدان المقاتلين، وإقامة ... حيث ينبغي إقامة البرهان ... تضاءل عدد الجنود. ... فقدان الجنود ... بينما ... رغم أنف ... أو ... أهليهم، أو مدافن الموتى ... هل ... البعض يموت ... الغذاء ... فإذا توافرت الثقة في النصر، تقرر الدخول في مواجهة مع العدو، على أن يبقى الأمر في سرية تامة ... وقد تكون الوفيات بسبب الأمراض والأوبئة، أو ...»
الفصل الثالث عشر
التوجيه المعنوي1
قال سونبين: لا بد من العمل على إطلاق حماسة الجنود عند تجميع القوات وتنظيم الحشود، وينبغي رفع الروح المعنوية للقوات عند التحركات المتواصلة التي يتم فيها دفع الحشود تجاه ساحة المعركة، وكذلك عندما تقترب القوات من حدود الوطن للقاء العدو. فإذا حانت ساعة الالتحام وتحدد موعد الاشتباك، صار من اللازم حث المقاتلين على الاندفاع بجرأة الاقتحام، إيمانا بواجب التضحية. هذا، ويتم العمل - منذ الساعة الأولى التي يتقرر فيها موعد القتال - على دفع الروح المعنوية للجنود [فراغ]، فتلك هي الوسيلة إلى استثارة حماس المقاتلين وإيقاظ الشعور بالإقدام والقوة، فمن ثم كان من الضروري العمل على الدعم المعنوي.
Halaman tidak diketahui