والتاريخ إذ يقوم على هذه الأسس العلمية ينطوي على فائدة غير منتظرة، فهو يعرض مركبا لجميع المعارف حول الكون والإنسان، وهكذا نساعد على وضع فلسفة للطبيعة، ومن ثم للتاريخ، تختلف عن الفلسفات التي سبقتها اختلافا تاما.
الباب الأول
فلسفة الكون الحاضرة
تقلب العالم وتطوره
الفصل الأول
القوى المبدعة
طبيعة الإنسان وحدود معارفنا الحاضرة
تعاني المبادئ الأساسية التي تغذى بها الفكر البشري زمنا طويلا، وذلك حول أصل العالم وطبيعة الإنسان وقوى الكون المبدعة، تحولات تامة، وإذ كان اكتساب معارف علمية جديدة حول هذه الموضوعات يؤدي - على وجه غير مباشر - إلى تحولات مهمة في مبادئنا التاريخية، فإننا نلخص بعض هذه المبادئ في بضع كلمات، فنقول:
إن أول هذه المبادئ القديمة التي قضى عليها العلم هو ما كان خاصا بخلق العالم، والعالم هو ما أخرجه مختلف الأديان من العدم طوعا بإرادة خالق.
وعنعنات متماثلة لدى جميع الأمم كانت تقول كذلك بأن الإنسان خلق خلقا خاصا فصل به عن الموجودات الأخرى فصلا صريحا، وذلك أن خالقا قادرا أنعم عليه بالعقل مع روح خالدة، وأن الموجودات الأخرى لم تحز غير غرائز آلية لتسير في الحياة.
Halaman tidak diketahui