أثبت غوستاف لوبون منذ زمن طويل كون ما تنطوي عليه الاشتراكية من قوة عظيمة ناشئا عن أنه يتألف منها دين جديد قريب من النصرانية في أوائلها، لا عن أنها أمر سياسي.
واليوم عم هذا الرأي تماما بعد أن كان موضع جدل، ويمكن أن يحكم في هذا بالكلمات الآتية التي اقتطفت من مقالة نشرت في «صديق الشعب»:
طاف ابن مستر رمسي مكدونلد بعد أبيه في الولايات المتحدة فصرح أمام أعضاء النادي الاشتراكي في جامعة شيكاغو قائلا: «ليس مذهب اشتراكيي إنكلترة وعملهم السياسي لعبا أو عرضا، بل دين.» وليست الكلمة جديدة، فقد قالها غوستاف لوبون منذ من طويل، وذلك «أن الاشتراكية معتقد ديني أكثر من أن تكون نظرية عقلية بدرجات ...» ويتألف من الاشتراكية والبلشفية خطر عظيم لانتشارهما على نمط الأديان، «من غير دليل وبالتوكيدات والخيالات والوعود الوهمية.» كما قال غوستاف لوبون.
عجز المنطق العقلي تجاه بعض القوى الجماعية
يبرز بين المصاعب العظيمة للسياسة الحديثة حركات رأي ناشئة عن حساسية الكرامة الجماعية.
ومن أطرف الأمثلة على مثل هذا الصدام: ما وقع في المؤتمر البحري بلندن في يناير سنة 1930 لنقص التسلح.
وكل يعلم أن محادثات ثلاثة أشهر انتهت بحبوط تام.
وقد استندت إلى مبدأ عجز العقلي عن مناهضة الحساسيات والبطلانات الجماعية، فأتيح لي منذ افتتاح المؤتمر أن أنبئ سفير إنكلترة في فرنسة بأن حبوطه سيكون تاما، على الرغم من جميع جهود السياسيين.
حتى إن إيطالية وجدت من مقتضيات نفوذها ألا توافق بأي ثمن كان على رفض حقها النظري في أن يكون لها أسطول مساو لأسطول فرنسة.
فأمام كلمة «المساواة» البسيطة تحطمت جميع جهود أرفع سياسيي العالم.
Halaman tidak diketahui