Falsafah Sejarah Menurut Vico

Catiyyat Abu Sucud d. 1450 AH
24

Falsafah Sejarah Menurut Vico

فلسفة التاريخ عند فيكو

Genre-genre

9 (مسلمة 40).

هكذا نرى من المسلمات السابقة أن الدين نشأ نشأة طبيعية فطرية مع الإنسان؛ فالخوف هو أول من خلق الآلهة على الأرض، والإنسان هو صانع الدين مثلما هو صانع تاريخه، ولا ندري إذا كانت هذه الأفكار التي انتهى إليها فيكو من بحثه في النشأة الطبيعية للإنسان قد فرضت نفسها عليه فلم يستطع أن يغير فيها، أم أنه انتبه إلى خطورتها فغلفها بكثير من الغموض نظرا للظروف السياسية والدينية التي عاشها.

10 (1-6) الميثولوجيا التاريخية

ثم يقدم فيكو مجموعة من المسلمات عن البداية التاريخية للمجتمع البشري، وهي بداية مستمدة من الميثولوجيا التاريخية واختلاط الأساطير القديمة بالدين كأسطورة الخلق والفيضان ونشأة الكون لدى الشعوب القديمة. حدد فيكو البداية التاريخية بالطوفان وأقامها على افتراض أن الأجناس الكافرة لأولاد نوح الثلاثة سقطوا في المرحلة الوحشية وطافوا غابات الأرض الواسعة مع الوحوش الضارية وأصبحوا عمالقة، ثم أرعدت السماء بعد الطوفان فشعر العمالقة بالخوف، وتصوروا أن هذا الرعد تعبير عن غضب الإله من حياتهم البهيمية وممارستهم للجماع في العراء فآووا إلى الكهوف وألجأهم الخوف من الإله الذي دعوه جوبيتر إلى الكهوف. وهنالك بدأ أول شكل من المساكن البدائية الثابتة ومعها نشأت العادات والسلوك الديني الذي يحدد سلوك كل فرد إزاء الآخرين كما ينظم الزواج من واحدة.

لم تكن هناك من قوة إلا قوة الدين التي سادت فترة حكم الآلهة، وتبعتها المرحلة البطولية عند الشعوب الأولى فتصورت هذه الشعوب تصورا خاطئا أن الأبطال من أصل إلهي - كما صورت الأساطير القديمة أن هرقل هو ابن جوبيتر - مما يؤكد فكرة فيكو أن الأمم لا يمكن أن تقوم أو تنشأ بدون دين، أي بدون هذا الشعور الفطري الذي تنطوي عليه الطبيعة البشرية، فكل الأمم الأممية لديها آلهة خاصة بها مما يؤكد المسلمة التي تنص على أن الأفكار المشتركة تنشأ بين شعوب لا تعرف بعضها بعضا، وهذا يتضح في المسلمات التالية عن نشأة الميثولوجيا التاريخية: «نحن نفترض - وهذا افتراض معقول - أن مياه الفيضان تسربت منذ مئات السنين إلى الأرض وغمرتها» (مسلمة 41). «قذف جوبيتر - وكل الأمم الأممية لديها جوبيتر - سهمه فصرع كل العمالقة» (مسلمة 42). «كل الأمم لديها هرقل، ابن جوبيتر»

11 (مسلمة 43).

ثم يؤكد فيكو أن البشر الأولين في هذه المرحلة الدينية كانوا شعراء لاهوتيين، وأن الشعراء كانوا بمثابة المؤرخين الأول للشعوب البدائية، فكان شعرهم سجلا للأحداث التاريخية في عصرهم وكانت البداية التاريخية مزيجا من التاريخ والأساطير: «كان حكماء اليونان القدامى شعراء لاهوتيين، وقد انتشروا بغير شك قبل الشعراء البطوليين مثلما كان جوبيتر أبا لهرقل» (مسلمة 44). «يميل البشر بطبيعتهم للاحتفاظ بذكرى القوانين والنظم التي تربطهم بمجتمعاتهم» (مسلمة 45). «التاريخ البربري كله كان خرافيا في بدايته، والشعر هو الذي سجل هذه البداية» (مسلمة 46).

فالتاريخ القديم نوع من اللاهوت، ولكن بعد فترة طويلة تغيرت العادات وتغير تبعا لذلك تفسير الأساطير وفقدت معناها الأصلي وانغمست في عصور الفساد حتى في العصر السابق لهوميروس. ولكي تبرر هذه الشعوب عاداتها السيئة ألصقت هذه الصفات بالآلهة فتشوهت بذلك الأساطير، وهذا ما حدث للكاهن والمؤرخ المصري مانيتو

Mantho

12

Halaman tidak diketahui