Falsafat Kesenangan dan Kesakitan
فلسفة اللذة والألم
Genre-genre
لو خيرت بين ميتة عنيفة وأخرى هينة لينة، فلماذا لا أختار الثانية؟ وكما أختار السفينة التي أمخر فوق ظهرها العباب، والمنزل الذي أعيش فيه، كذلك أستطيع أن أختار الميتة التي أفارق بها الحياة، وليس من شيء يجب أن نكون أكثر حرية في اختياره، منا إذا أردنا أن نموت بطريقة ما.
فارق الحياة بالطريقة التي توحي إليك بها قواسرك كيفما كانت بالسيف أو بالحبل أو بالسم يسري في شرايينك، اقتحم طريقك وحطم سلاسل العبودية، يحاول الإنسان في حياته أن يحوز ما يستحسن غيره، أما ميتته فذلك أمر له وحده حق اختياره، إن القانون الأبدي لم يبدع من شيء أروع من أن للحياة مدخلا واحدا، في حين أن لها مخارج كثيرة، لماذا أحتمل آلام الأمراض وقساوة الاستبداد الإنساني، ما دمت قادرا على أن أحرر نفسي من كل الأوجاع، وأن ألقي بعيدا بكل الأصفاد والقيود؟ لهذا السبب وحده أرى أن الحياة ليست شرا ما دام الإنسان غير مجبر على أن يعيش، إن الإنسان لسعيد طالما أنه لا يعيش شقيا إلا بإرادته، إذا حسنت لديك الحياة فعش، أما إذا لم تحسن لديك، فلك الخيار في أن تعود من حيث أتيت.
من هذه الفقرات التي اخترناها من كثير من أشباهها تدرك إلى أي حد بلغت شهوة أكبر ممثل للمدرسة الرواقية وأعظم رجالها تأثيرا في العصر الروماني في الدفاع عن فكرة الانتحار، ولا شبهة في أن لمذهب هجسياس أثرا في هذا غير قليل، ولكن ألا نستطيع أن نرد هجسياس والرواقيين معه - وكلاهما فرع من دوحة المذهب القوريني - إلى مبادئ أصيلة عند أرسطبس؟ أليست الحرية التي دعا إليها الرواقيون حتى بالموت صورة ارتكاسية من صور التحرر من الألم؟
ولقد نقل ديوجنيس لايرتيوس (راجع واجبات قيقرون، ج3، ص33) مقطوعات عن متأخري القورينيين من أمثال ثيوذورس وهجسياس، قضوا فيها بأنه من الواجب أن يصفى المذهب القوريني من بعض المقررات التي تضمنتها هيدونية أرسطبس، فقال ثيوذورس بأن أسمى حالات السعادة التي يبلغها الإنسان «حالة من الجدل النفسي»، في حين أن هجسياس قد علم أن كل أعمال الإنسان يجب أن ترمي إلى احتقار كل الأشياء الخارجية، وما الحياة عند القدماء إلا صورة خارجية للروح التي هي خالدة، ولا ينبغي لنا أن ننسى بجانب هذا أن الفلسفة القورينية، إنما ترجع في ماهيتها إلى أخلاق مؤسس المذهب وإلى الجو الاجتماعي الذي حوط المدينة التي نشأت فيها فلسفته، أكثر من رجوعه إلى احتياج المذهب السقراطي الذي استمدت منه إلى التحوير والتنقيح.
6
أنقريز
كان «أنقريز
Anneceris » من معاصري هجسياس، ولقد بلغت بظهوره الآداب القورينية أسمى مبلغ من الصفاء والتهذيب على أنه كان ابن عصره طبع بطابعه، ودرج على سنته، فإنه لم يكن أثبت من هجسياس عقيدة في توقع الحصول على السعادة الفعلية، ولكنه قضى بأن الحكيم «سعيد» وإن كان نصيبه من اللذة ضئيل جهد تصورك.
والظاهر أنه علم أن نصيب الفرد من السعادة الدنيوية تتمة أو تكملة تلك الانفعالات العاطفية التي نطويها تحت عنوان الصداقة وعرفان الجميل والتقوى والوطنية، ولا مراء في أنه رفض الاعتقاد بالمذهب القائل بأن «سعادة الصديق يجب أن تنشد لذاتها»، على أنه مذهب منقوض من ناحية سيكولوجية (نفسية) كما رفض هلفتيوس في الأعصر الحديثة، الاعتقاد بحقيقة المذهب القائل بحب «الخير لمحض الخير » على قاعدة أن القول به تناقض نفساني.
ولقد اعتقد أنقريز أن سعادة الغير لا يمكن أن تكون موضع شعور مباشر، ولكنه لم يعتقد كل فعل كثير من الهيدونيين بأن الأصل في انفعالات الغيرية
Halaman tidak diketahui