Falsafah Qurani
الفلسفة القرآنية
Genre-genre
فالأبد وجود لا نتصور فيه الحركة.
والزمان وجود لا نتصوره بغير حركة.
وإذا ثبت أحد الوجودين ثبوتا لا شك فيه فالوجود الأبدي هو الثابت عقلا وهو وحده الذي يقبل التصور بغير إحالة في الذهن والخيال؛ لأننا نذهب لنفرض أولا للوجود فنقع في الإحالة، وكذلك نقع في الإحالة حين نذهب لنفرض له آخرا أو عمقا أو امتدادا على نحو من الأنحاء، ولكننا لا نقع في إحالة ما إذا تصورنا الأبد بغير ابتداء ولا انتهاء ولا كيف ولا قياس على شيء من الأشياء.
وهكذا يؤمن المسلم بوجود الإله.
ولا يسع العقل أن يبلغ من الإيمان به فوق مبلغ الإسلام. •••
وليس بنا أن نطيل القول في قدم العالم وحدوثه، فلا حاجة بنا إلى ذلك فيما نحن فيه، وكل ما قيل عن قدم العالم خلط ليس له طائل، ولا يبطل عقيدة واحدة من عقائد الإسلام.
إن قيل: إن الزمان أبدي فهذا خلط في التفكير وخلط في الكلام.
وإن قيل: إن الزمان هو مقياس القدم فنحن حين نقول: إن الزمان قديم فكأنما نقول: إن الزمان هو الزمان، أو إن الزمان وجد حين وجد، ولم يوجد زمانان مفترقان.
وإن سأل سائل: لم وجد الزمان حين وجد، ولم يوجد في حين قبله؟ فكأنما يفرض زمانا موجودا قبل وجود الزمان.
ويكفي المسلم أن يعلم أن الزمان لم يوجد أبديا، وأن وجود الأبد أكمل من الوجود الموقوت، وهذا هو غاية التنزيه الذي يفرضه الإسلام على معتقديه، وهذا - أيضا - هو غاية ما ينتهي إليه تمييز العقول.
Halaman tidak diketahui