Falsafah Inggeris dalam Seratus Tahun (Bahagian Pertama)

Fuad Zakariyya d. 1431 AH
87

Falsafah Inggeris dalam Seratus Tahun (Bahagian Pertama)

الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)

Genre-genre

وهناك أخيرا ميدان علم الاجتماع، الذي كانت دراسات هبهوس الشاملة فيه أخصب وأكثر إيجابية في نتيجتها، وهو هنا أيضا يجمع بين دقة المتخصص وبصيرة الفيلسوف، ويستمد وجهات النظر التي يصوغ منها مبادئه العامة من دراسة واسعة للوقائع. ولقد كان حريصا على أن يجعل فكرة التطور، وهي الفكرة التي تنساب كمجرى في جوف الأرض في جميع أجزاء فلسفته، تأتي ثمارها في ميدان علم الاجتماع أيضا، ولكن لم تكن المسألة بالنسبة إلى هبهوس مجرد اقتباس أفكار كتلك التي تستمد من نظرية دارون البيولوجية في الصراع من أجل البقاء، وإنما أدرك قبل كثير غيره أن المناهج ووجهات النظر البيولوجية لا يمكن أن تنقل بنجاح إلى مجال العلاقات الاجتماعية دون اختبار نقدي لها، وإنما لا بد أن تدخل على مبدأ التطور تعديلات عديدة دقيقة، تبعا للميدان الذي يطبق فيه، فما يصح على حياة النباتات والحيوانات لا يصح دون تحفظ على المجتمع البشري، فما الذي يعنيه التطور في الحياة الاجتماعية؟ إنه قطعا لا يعني مجرد الصراع من أجل البقاء، ولا يعني بقاء الأقوى اجتماعيا على حساب الأضعف اجتماعيا، وإنما تحل الغرضية العاقلة، على مستوى الكائنات التي وهبت عقلا، محل الاتفاق اللامعقول الذي يسود الطبيعة. وهذا يبين لنا أن التطور الأعلى للبشرية لا يتحقق بصراع الكل ضد الكل، وإنما - على العكس من ذلك - يتحقق بتنظيم المساعدة المتبادلة، وبالتحالف الفعال بين الأفراد. وأعلى أنواع المجتمع هي تلك التي يحل فيها محل حرب الكل ضد الكل، تعاون إيجابي بين الجميع في الحرب ضد القوى المعادية، والمعنى الرئيسي للتقدم هو التحقق المتزايد لمثل هذا التعاون. ويستطيع المرء أن يلمح في فكرة التعاون هذه، التي تصبح «لحنا مميزا» لعلم الاجتماع عند هبهوس، ذلك التلاؤم الذي يجعل أفراد أي كل - سواء أكان ذلك الكل فرعا علميا أم مذهبا فلسفيا أم طائفة اجتماعية - يعملون على مساعدة بعضهم البعض والرجوع إلى بعضهم البعض، ولا يحققون وجودهم الصحيح إلا في مثل هذا الارتباط المتبادل. وهكذا فإن الفروع المنفردة في مذهب هبهوس ترتبط فيما بينها، تبعا لمفهومها الأساسي الموحد، في مذهب فلسفي مكتمل، ولا أقول مكتملا بمعنى أنه يوصد أبوابه في وجه الوقائع، وإنما هو متفتح للضغط الدائم للمواد التجريبية التي تنتظر العمل الفلسفي ليضعها في مكانها اللائق في نسق المعرفة. وترتبط فكرة التلاؤم ارتباطا وثيقا بفكرة التطور، بوصفها اللحن الأساسي الثاني في مذهب هبهوس. ورغم أن المرء لا يستطيع أن يفرط في إزجاء المديح له نظرا إلى ما اتصف به الفلاسفة ذوو الاتجاه الدارويني من انحرافات وأخطاء في ميدان البيولوجيا (وكان سبنسر أبرزهم في ذلك بالتأكيد) فلا بد أن نعترف له هنا بفضل إضفاء معنى مستقل على فكرة التطور، يختلف تبعا للمجال الذي تطبق فيه، وبذلك خلصها من عقم وعشوائية التفكير من خلال إطارات خاوية ويدعى أنها تقدم منهجا لتفسير كل ما في العالم، ورفعها إلى مرتبة مبدأ منهجي أصيل للبحث.

تذييل للفصل الثالث

عن الوضعية الإنجليزية التواريخ والكتابات الرئيسية

1843:

كتاب جون ستيوارت مل، «مذهب في المنطق

System of Logic ».

1845-6:

كتاب ج. ه. ليويس، تاريخ الفلسفة من خلال سير الفلاسفة

Biographical Hist of Philosophy .

1849:

Halaman tidak diketahui