Falsafah Inggeris dalam Seratus Tahun (Bahagian Pertama)
الفلسفة الإنجليزية في مائة عام (الجزء الأول)
Genre-genre
وبالي
W. Paley ،
2
ناهيك بتأثره بهيوم، الذي اعترف مالتوس ذاته بأنه كان يدين بالكثير لآرائه في السكان، وفيما بعد استعار دارون من مذهب مالتوس تلك الفكرة الحافلة بالنتائج؛ فكرة الصراع من أجل الوجود (والتعبير ذاته موجود لدى مالتوس) وبذلك اكتسب وجهة النظر التي سادت أبحاثه البيولوجية.
أما ديفد ريكاردو
D. Ricardo (1772-1822) فقد وضع مذهبا نفعيا في الاقتصاد في كتابه «مبادئ الاقتصاد السياسي والسياسة الضريبية
» 1817، التزم فيه مبادئ مذهب المنفعة بدقة، مع تطبيقه على نطاق أوسع من تطبيق مالتوس له، ولا شك أن أمر تقدير الأهمية الفائقة لهذا الكتاب، الذي يعد فتحا في تاريخ الاقتصاد السياسي الإنجليزي، أو اختبار الآراء التي يتضمنها، إنما يقع خارج نطاق كتابنا هذا، والواقع أن هذا الكتاب لم يفقه أهمية إلا كتاب آدم سمث الكلاسيكي، الذي يرتبط به ارتباطا وثيقا؛ إذ نقل رسالته الفكرية إلى القرن التاسع عشر في صورة مستقلة. ولقد ظل ريكاردو أقرب من مالتوس إلى آراء بنتام، وذلك بتوسط جيمس مل في المحل الأول، وإن يكن قد اتفق مع مالتوس في آرائه الاجتماعية والسياسية الأساسية. وإن التفكير الاقتصادي للقرن التاسع عشر - ولا سيما تفكير ماركس - ليدين لريكاردو بأفكاره الأساسية، وقد احتلت آراؤه فيما بعد بالتدريج مركز البديهيات في الدراسة النظرية للقوانين والوقائع الاقتصادية.
ويستمر التيار الرئيسي للتفكير النفعي - بعد بنتام - عند جيمس مل (1773-1836) مباشرة، وكان جيمس مل تلميذا شابا وصديقا وحليفا لبنتام، اقتبس تعاليمه وواصلها كأنها عقيدة موروثة، وهو يمثل معبرا بين بنتام - الذي أعاد بناء المذهب التجريبي من جديد - وبين ابنه جون ستيوارت مل، الذي بلغ بهذا المذهب تمامه، وهكذا كان يحتل أساسا موقع الوسيط، وكانت مهمته هي حفظ التراث حتى يسلمه نقيا صافيا إلى ابنه وخليفته العظيم. ولقد كان جيمس مل أشد المتحمسين للدعوة إلى أفكار بنتام، وأجهر الناس بالإعجاب به، وقد التفت حوله تلك الفئة المسماة «بالمجددين الفلسفيين» الذين عملوا على تجديد الحياة السياسية الإنجليزية مستوحين روح بنتام. وكان نشاطه التأليفي موجها في المحل الأول إلى الفلسفة الأخلاقية والدراسات العملية المرتبطة بها، وكذلك إلى التاريخ والفقه ونظرية الدولة والسياسة والاقتصاد السياسي، وفي هذه الدراسة الأخيرة اعترف بأنه تابع لريكاردو مباشرة. وقد ارتكز في كل هذه المجالات على أفكار المدرسة التي تغلغلت في دمائه، ولم يجد ما يدعو إلى مناقشتها، والتزم بحماسة التلميذ المكتمل وإخلاصه، تلك الصيغة المشهورة في مذهب المنفعة، تحقيق أكبر قدر من السعادة لأكبر عدد من الناس.
ومع ذلك، فقد أدى في ناحية معينة خدمة هامة ضرورية لمدرسته؛ ذلك لأن بنتام لم يكد يعبأ بإيجاد أساس نظري لتعاليمه، وهكذا كانت هناك ثغرة في مذهبه تحتاج إلى أن تملأ، لا سيما وقد أنتجت المدرسة الاسكتلندية المضادة له مؤلفات قيمة، لم يكن من الممكن التصدي لها وإبطال أثرها إلا بمؤلفات متساوية القيمة من الجانب الآخر، وقد أخذ مل على عاتقه هذه المهمة في أهم كتبه، وعنوانه: «تحليل ظواهر الذهن البشري
Analysis of the Phenomena of the Human Mind » (1829 طبعة جديدة بإشراف جون ستيوارت مل، 1869)، وفي هذا الكتاب وضع الأساس النفسي لمذهب المنفعة. ولقد كانت لآراء مل في علم النفس أهمية تاريخية خاصة، بالإضافة إلى وظيفتها بوصفها أساسا؛ فقد كان لزاما عليه، لكي يضع هذا الأساس، أن يلجأ إلى الأفكار التجريبية القديمة، وعلى ذلك كان على مل أن يلتقط خيط التطور، أو يصل بين طرفيه، عند النقطة التي قطعه فيها المفكرون الاسكتلنديون قبل ذلك بنصف قرن من الزمان، أي عند علم النفس الترابطي كما قالت به المدرسة الكلاسيكية الأقدم عهدا، وهكذا اكتسب علم النفس عند مل قوامه عن طريق العودة إلى تعاليم هيوم وهارتلي
Halaman tidak diketahui