Falsafah Jenisnya dan Masalahnya
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها
Genre-genre
ويمكن تعريف التصوف بأنه الاعتقاد بأن أفضل مصدر للمعرفة أو الحقيقة هو ملكة فوق الحس وفوق العقل. هذه الملكة تحدد أحيانا بأنها «الحدس
Intuition »، ولكن كان هذا اللفظ يستخدم في الحديث العادي بمعنى فضفاض جدا، فإن معظم الصوفية المعاصرين يفضلون النظر إلى مصدر المعرفة الذي يعتدون عليه على أنه شيء مستقل عن الحدث. فهم يرونه أداة متميزة فريدة لفهم الواقع. وفضلا عن ذلك فإن كل الصوفية متفقون على أن أهم نشاط للإنسان هو تنمية هذه التجربة الباطنة الفريدة. وهم يتفقون أيضا على أن للوحي الصادر عنها أسبقية على جميع مصادر المعرفة الأخرى. فهذه التجربة، من وجهة نظر المعرفة، مطلقة.
طبيعة التجربة الصوفية : ما هي هذه «التجربة الباطنة» التي هي أساسية في نمط الحياة التي يحياها المتصوف، والتي يكتسب منها أهم معرفة له؟ على الرغم من أن كثيرا من الصوفية قد حاولوا وصف هذه التجربة، فمن سوء الحظ أنهم يؤكدون أنها في أساسها تجل عن الوصف. ويبدو أن إخفاق الجهود التي يبذلونها في هذا الوصف هو دليل على رأيهم هذا. ومن أسباب ذلك أن التجربة مختلفة عن كل التجارب الأخرى إلى حد بعيد، كما أن من أسبابه أنها تستحوذ تماما على المرء عندما تحدث. وعلى ذلك، فعلى الرغم من كثرة الكتابات الصوفية، فإنا لا نعرف بالفعل إلا القليل جدا عن التجربة الرئيسية التي كانت مصدرا لهذه الكتابات. ومع ذلك فإن معظمنا كانت له لحظات من الحدس، أو من «النور الباطن»، أو من الاقتناع الذي لا يفسر، وهي لحظات يبلغ التشابه بينها وبين تجربة الصوفي حدا يتيح تقريب تجربته إلى الأذهان. والأمر الذي يحول بين معظمنا وبين الانتماء إلى فئة «الصوفية» ليس افتقارنا التام إلى هذا النوع من التجارب، وإنما هو كوننا «بحكم مزاجنا أو تعليمنا» لا نأخذ هذه التجارب مأخذ الجد، وبالأخرى فنحن لا نجعل لها مكانة أساسية في حياتنا.
على أن معظم الصوفية، لو عرض عليهم هذا الموضوع، لأكدوا أن هذه التجارب شبه الصوفية التي يمر بها معظمنا أحيانا، ليست هي التجارب الأصلية. فهم يرون أنها لو كانت كذلك، لكان لها من القوة والأهمية ما يجعلها تطغى على جميع الحوادث الأخرى، السابقة منها واللاحقة. وهذا بعينه ما يحدث في حالة المتصوف الحقيقي.
ومع ذلك فإن هذه التجربة، في أكثر صورها شيوعا، تشبه إلى حد واضح لحظات معينة تمر بنا كلنا تقريبا في مناسبات نادرة. تلك هي اللحظات التي يبدو فيها كل شيء وقد احتل مكانه الصحيح؛ إذ يبدو فجأة أن الفوضى والاضطراب المألوفين في حياتنا قد وصلا إلى حالة من السكينة أو السمو، وأن كل الأجزاء المشتتة في لغز القطع المبعثرة الذي نسميه «بالحياة» قد تداخلت فجأة وكونت نموذجا له معناه، أو أنه، إذا لم يكن إلا نموذجا (الذي ترسمه هذه القطعة) واضحا كل الوضوح، وظلت بعض الأسئلة معلقة، فإن الحوادث تبدو وقد عادت بنا، على الأقل، إلى لحظة فيها نشاطنا. عندئذ نتريث، وقد تملكنا الاقتناع بأن هناك بالفعل إجابات عن أسئلتنا وحلولا لكل المشكلات؛ أعني اقتناعا بأن لحياتنا معنى معينا ونظاما من نوع ما؟
ولعل أغلب الأوقات التي تتملكنا فيها هذه الحالة هي تلك التي نواجه فيها الطبيعة مباشرة، ولا سيما عندما نقف إزاء الجمال الطبيعي الخلاب. وقد كتب كثير من الشعراء قصائد عن هذه اللحظات، ولكن أحدا منهم لم يتفوق على وليام ووردذورث، الذي كان هو ذاته متصوفا مؤمنا بشمول الألوهية فهو ينبئنا كيف أنه وسط الجمال الطبيعي : ... أحسست
بحضرة تجعلني أضطرب بالفرح
بأفكار رفيعة، إنه إحساس علوي
بشيء أعمق تغلغلا بكثير
مستقره نور الشموس الغاربة،
Halaman tidak diketahui