Falsafah Jenisnya dan Masalahnya
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها
Genre-genre
الصور بوصفها تصورات : العلاقة الأساسية بين أي موضوع وبين صورته هي ذاتها العلاقة بين المدرك الحسي
وبين التصور الذهني
Concept
المناظر له؛ أي بين شيء عيني يمر بتجربتنا، وينتمي إلى فئة أو نوع (يدل عليه اسم مشترك، كالكتاب أو الكرسي أو الكلب، إلخ) وبين فكرتنا أو تصورنا الخاص بهذه الفئة. فنحن مثلا قد رأينا جميعا مئات من الكتب. ولكن في ذهن كل منا، بغض النظر عن صورة أي كتاب محدد أو انطباعه في الذاكرة، فكرة عن «الكتاب بوجه عام»، أو الكتاب مجردا. هذه الفكرة هي التي تطرأ فورا على الذهن لو كان قد سألنا أحد: «ما الذي يجعل الكتاب كتابا بوجه عام؟» وهذه الفكرة تسمى «تصورا».
هذا التصور أو «الشيء في ذاته»، كما هو في حقيقته مجردا عن كل الصفات العرضية، هو في الميتافيزيقا الأفلاطونية صورة أو مثال. ولقد كانت مشكلة التحديد الدقيق لمكانة التصورات من المشكلات الرئيسية في التاريخ الطويل للفلسفة، ويمكن القول إن فلسفة العصور الوسطى قد تركزت كلها تقريبا في خلاف لا نهاية له حول مسألة كون التصورات ذات وجود حقيقي خارج الذهن. فهناك مدرسة كانت ترى أن «الكتاب» فكرة لها وجود فعلي منفصل ومستقل عن أي كتاب مادي وعن كل الكتب المادية. أما خصومهم فيرون أن أي تصور ليس إلا اسما؛ أي أداة مريحة نصنعها لكي تتيح لنا التعامل مع فئة معينة من الأشياء التي تدخل في نطاق تجربتنا. (ولنتصور ما يحدث لو كانت كل شجرة أو كلب نصادفه طوال حياتنا يحتاج إلى لفظ مستقل يدل عليه). أما موقف أفلاطون في هذا الخلاف فهو محدد تماما؛ فهو ما زال أشهر المدافعين عن أحد جانبي هذا الخلاف وأقواهم تأثيرا. ومذهبه كله يتوقف على الرأي القائل أن التصورات (أو الكليات، إذا شئنا استخدام اللفظ الشائع في العصور الوسطى) لها قدر من الحقيقة أكبر مما لأي شيء يمر بنا في تجربتنا الحسية. ولنقل، بلغة العلم والرياضة الحاليين، إن أفلاطون كان يرى أن الفئة أكثر حقيقة من أفرادها.
والنقطة الرئيسية في المذهب الأفلاطوني هي أن الصور لا توجد فحسب بل إنها هي الحقيقة الحقة الوحيدة. أما الأشياء الأرضية التي تتجسد فيها هذه الصور فما هي إلا «انعكاسات» أو «ظلال» أو «نسخ محاكية» لهذه النماذج الأزلية، تتصف بقدر محدود من الحقيقة لا تكتسبه إلا بالاستعارة، أو حسب التعبير الذي يفضله أفلاطون، بالمشاركة في المثال المناظر. وهنا نجد فكرة كانت على الدوام من المعتقدات الأساسية للمذهب المثالي: هي أن الواقع تصوري أو عقلي؛ ومن ثم فإن أفضل سبيل إلى فهمه هو من خلال العقل وتحليل أوجه نشاطنا الذهنية الخاصة. فبنيان الواقع هو ذاته بنيان أذهاننا، وعن طريق نشاط عقولنا نحن في الفهم ووضع التصورات، نستطيع أن نصل إلى أفضل إدراك لطبيعة الحقيقة القصوى.
نتائج الأفلاطونية : على الرغم مما يتسم به هذا المذهب الميتافيزيقي العام الذي وضعه أفلاطون من أهمية في ذاته، فإنه ينطوي أيضا على نتيجة ضمنية لها أهميتها، وكان الشغل الشاغل للمثاليين منذ عهد أفلاطون هو إظهار مكنوناتها. فإذا كان الوجود الحق يكمن في عالم من الصور المثالية أو الماهيات التي ندركها عن طريق العمليات العقلية، فمن الواضح إذن أن التجربة الحسية وموضوعاتها تغدو ذات أهمية ميتافيزيقية أقل نسبيا. والواقع أن مؤلفات المثاليين حافلة بالعبارات التي تقلل من شأن الحواس وتزدريها، وتؤكد عجز التجربة الحسية عن كشف الحقيقة وعرضية الموضوعات التي تعالجها الحواس في مقابل الطابع الثابت للمعرفة التي يكشفها لنا العقل. ويذهب أفلاطون إلى حد وصف الحواس ونشاطها بأنها عقبة في طريق كشف الحقيقة، فالتجربة الحسية حجاب بيننا وبين «الوجود» الحق؛ إذ إنها لا تستطيع أن تنقل إلينا إلا ما يحدث في عالم التغير أو «الصيرورة». وهكذا تسير المثالية في طريق مضاد لما يمكننا أن نسميه بفلسفة الموقف الطبيعي، وهي الفلسفة التي ترى أن الصورة التي تقدمها إلينا حواسنا عن «الأشياء كما هي موجودة» هي صورة صحيحة (في حدودها الخاصة على الأقل). ولا جدال في أن مما يذهل الإنسان في موقفه الطبيعي أن يقال له إن عملياتنا الحسية ليست كافية فحسب، بل هي أيضا تحول إيجابيا دون فهم الطبيعة الحقيقية للأشياء. أما في نظر المثالي فإن هذه النتيجة ليست منطقية فحسب، بل هي أيضا نتيجة لا مفر منها. (5) الطابع الأخلاقي للمثالية
هذا الإعلاء المثالي للنشاط العقلي فوق التجربة الحسية، لا يبنى على أسس منطقية أو معرفية فحسب، بل إن في معظم المذاهب المثالية، كما في الأفلاطونية طابعا أخلاقيا واضحا يتسم به الجزء الأكبر من تفكيرنا. وكما رأينا من قبل فإن الصور المثالية عند أفلاطون لا تمثل ماهيات فقط بل تمثل كمالات أيضا، والصورة ليست متوسطات وإنما هي مثل عليا، وهذه المثل العليا، هي التي يتوق الذهن إلى كشفها من وراء حجاب الحس. وبعد أن يفهمها الذهن، يصبو إلى أن يحيا حياة قوامها ما في المثل من كمال، بقدر ما يتيح له ذلك عبء الجسد وحاجز الحواس. هذه النغمة الرئيسية التي تصف البدن. بما فيه من حواس وشهوات، بأنه عبء أو سجن أو مقبرة، تتكرر مرارا في المذهب الأفلاطوني. وتوجد على الأقل أفكار ضمنية مخففة من هذا النوع ذاته في كل مدارس الفكر المثالي. والنتيجة الحتمية لهذا الموقف هي الميل إلى الثنائية. فتقسيم أفلاطون الأساسي للحقيقة إلى عالم مادي أدنى، مستمد من غيره، هو عالم «الصيرورة»، وعالم أعلى من «الوجود» الحقيقي، يؤدي بسهولة إلى نظرة إلى الحياة يكون الجسد فيها مقابلا للنفس، والمادة مقابلة للذهن، والحس مقابلا للعقل. وفي كثير من الأحيان يترتب على ذلك مذهب زاهد أو مذهب تطهري
من نوع ما، ويصبح الجسم، حتى برغباته الصحية السوية، موضوعا للارتياب الأخلاقي. وبطبيعة الحال فإن المسيحية، التي تنطوي على ثنائية عميقة، قد وجدت تأييدا فلسفيا كبيرا في المثالية، على حين أن أفلاطون قد أطلق عليه وصف «مسيحي قبل أربعمائة عام من المسيح».
مثال الخير : يبلغ مذهب أفلاطون قمته في صورة الخير. وعلى حين أنه لا يعرف هذه الفكرة بدقة، فمن الواجب أن تفهم بمعنى أخلاقي عام. وهكذا فإن المذهب بأسره قائم على دعامة من القيم. ومن الواضح أن أفلاطون، مهما يكن مقدار اهتمامه بأن يثبت أن العالم المادي ليس إلا ظلا أو انعكاسا لعالم معقول أعلى هو عالم الصور، فإنه كان أكثر اهتماما بأن يثبت أن الكون مبني على أساس من القيم. وفي هذه المحاولة للتوحيد بين الخير والحقيقي، كان أفلاطون مثاليا بالمعنى الصحيح؛ ذلك لأن أمثاله من المفكرين يرون أن من المستحيل، حسب تكوينهم المزاجي الخاص، أن يتصوروا الكون إلا على أنه مرتبط بالخير ومتجه إليه. وهناك مدارس فكرية أخرى تبدي استعدادها للاعتراف بإمكان أن يكون الواقع محايدا من الوجهة الأخلاقية، أو شرا في أساسه، غير أن أية إمكانية كهذه تقع خارج حدود تصور المثالي. وهكذا نستطيع أن نتكهن بالإجابة التي سيرد بها على ذلك السؤال الذي يعده بعض المفكرين أكثر الأسئلة الفلسفية إلحاحا، ألا وهو: هل الكون في أساسه نظام أخلاقي، أم نظام آلي؟ هل الكون جهاز آلي هائل، يسير بطريقة لا شخصية عمياء غير مكترثة، شأنه شأن أي جهاز آلي آخر؟ أم هو في أساسه بناء أخلاقي، تكون للقيم والمثل فيه مكانتها العليا، ويكمن في قلبه الخير، لا العقل والغاية فحسب؟ إن المثالي يذهب إلى أن الرأي الثاني هو وحده الممكن، وأية إجابات أخرى لا تؤدي فقط إلى هدم مذهبه بأسره، بل هي في رأيه تكيل للآمال البشرية ضربات أشد. ذلك لأنه يشعر بأن النظام الكوني الآلي كفيل بأن يقطع الطريق على كل هذه القيم التي لها أهمية عليا في الحياة البشرية، والتي تشكل القوة الدافعة الأساسية لنشاطنا الروحي. ففي مثل هذا الكون الآلي، تدور محاولات الإنسان لكي يعيش حياة خيرة ويحقق غاياته الأخلاقية في فراغ أخلاقي هائل، ومثل هذا الكون إنما هو خواء لا يشعر على الإطلاق، ولا يكترث قط، بكل ما يهم البشرية وأمانيها العليا.
Halaman tidak diketahui