Falsafah Jenisnya dan Masalahnya
الفلسفة أنواعها ومشكلاتها
Genre-genre
على أن مثل هذا الخلاف عقيم، ما دام من الواضح أن طبيعته ذاتها تجعل من المستحيل الوصول إلى تسوية له. فخصم مذهب اللذة على حق عندما يشير إلى أننا لا نستهدف اللذة في العادة عندما نسلك. ولكننا من جهة أخرى لا نستطيع أن نثبت أن القائل بمذهب اللذة على خطأ عندما يقول إن توقع اللذة هو الدافع النهائي لكل سلوك - حتى لو كان دافعا غير واع. ذلك لأن مذهب اللذة يبدو مرتكزا على أرض ثابتة عندما يذكر أن كثيرا من الأفعال لن تتكرر لو لم تجلب لذة أو تزل ألما. وهكذا يبدو أن المشكلة الحقيقية هي ما إذا كانت هذه الحقيقة تثبت أن مبدأ اللذة والألم هو أساس كل الدوافع. ولكن لما كان كل جواب على هذه المسألة مستحيلا، فإن لكل جانب الحرية في تكوين فرضه النظري الخاص. (2) مفارقة مذهب اللذة : والاعتراض الثاني على مذهب اللذة النفسي ينطوي على ما يسمى بمفارقة مذهب اللذة، التي تشير إلى أن استهداف اللذة مباشرة يؤدي عادة إلى أن تفوتنا اللذة. والدليل الذي يساق في هذا الصدد هو التعاسة الملحوظة التي يشعر بها محترف السعي إلى اللذة. وهكذا يقال إننا لو رأينا شخصا يقضي وقتا طيبا فلن نجده من بين الساعين إلى اللذة، وإنما سنكتشف أنه شخص يشيد بيتا، أو يصنع رداء، أو يكافح في مهنته، أو يربي أسرة، أو يقرأ كتابا. فهذا الشخص السعيد سيكون دائما مشغولا في عمل يستهدف تحقيق مهمة محددة. وبالاختصار، فلا بد لنا - كما يقول المفكرون الأخلاقيون، وكذلك علماء النفس في الآونة الأخيرة - إذا شئنا الوصول إلى السعادة القصوى، من أن ننسى أننا نسعى إليها، ونمحو أنفسنا في نشاط ما، أو نكرس أنفسنا لقضية معينة، أو ندخل في علاقة شخصية نستغرق فيها، ويكون فيها منفذ لطاقاتنا ونقطة ارتكاز لأحلامنا.
النوع الأخلاقي
عندما تحول نظرية القيمة المرتكزة على فكرة اللذة إلى المجال الأخلاقي، نكون إزاء مذهب اللذة الأخلاقي. ووجهة النظر هذه لا تتعلق فقط بما هو كائن (كما هي الحال في مذهب اللذة النفسي)، وإنما هي أكثر تعلقا بما ينبغي أن يكون. والواقع أن مذهب اللذة الأخلاقي أهم بكثير بالنسبة إلى الفلسفة في مجموعها من نظيره النفسي؛ إذ إن الأخلاق تهتم أساسا بوضع معايير للسلوك.
مذهب اللذة الأناني في مقابل الاجتماعي : يمكن تقسيم المدارس المختلفة المنتمية إلى مذهب اللذة الأخلاقي إلى فئتين، هما: مذهب اللذة «الأناني»، ومذهب اللذة «العامة» أو مذهب المنفعة. ونستطيع أن نقول بوجه عام إن المذهب الأناني مميز للتفكير القديم، على حين أن مذهب المنفعة يمثل وجهة النظر الحديثة. وترى النظرة الأنانية أن كل تقويم للسلوك على أنه خير أو شر، صواب أو خطأ، ينبغي أن يتم بالقياس إلى الفاعل؛ أي على أساس مقدار ما يجلبه الفعل من لذة أو ألم للفاعل شخصيا. أما المدرسة القائلة باللذة العامة فإن معيارها أقل أنانية. فهي ترى أن أي سلوك ينبغي أن ينظر إليه على أساس قيمته لجميع الأشخاص الذين يتأثرون به؛ أي على أساس مقدار اللذة والألم الذي يجلبه لكل فرد في الجماعة الكاملة التي يتعلق بها الفعل. ومن الممكن بطبيعة الحال أن يقال إن مصلحة الفرد متفقة في نهاية الأمر مع مصلحة الجماعة، وبالفعل نجد أن أصحاب مذهب اللذة المحدثين قد بذلوا جهودا كبيرة في محاولة إثبات هوية المصالح هذه. ومع ذلك فإن التمييز بين وجهتي النظر الشخصية والاجتماعية كانت له أهميته من الناحية التاريخية. وسوف يزداد ذلك وضوحا إذا حللنا آراء أربعة مفكرين، اثنين منهم كانا من أنصار «الأنانية» والاثنين الآخرين كانا من أنصار «العمومية».
رأى أرستيبوس المتطرف : كان أول القائلين بمذهب اللذة، وربما أكثرهم تطرفا، هو أرستيبوس
Aristippus
الذي عاش في «قورينة
Cyrene » (عاصمة برقة) على الساحل الأفريقي للبحر المتوسط، في القرن الخامس ق.م. كذلك أقام أرستيبوس فترة معينة في أثينا، أصبح فيها تلميذا لسقراط. ومن الواضح أن سماحة أستاذه هي التي أثرت فيه؛ إذ إنه عندما عاد إلى «قورينة» وبدأ مدرسته الفلسفية الخاصة، اتخذ من بعض جوانب التعاليم السقراطية أساسا لوجهة نظر كانت تلائم طبيعته المحبة للذة كل الملاءمة. ويتلخص رأي أرستيبوس في أن اللذة، أو على الأصح، لذة اللحظة، هي التي تتحكم في كل خير، فليس ثمة لذة «عليا» أو «دنيا »، كما أن من الممكن تجاهل عنصر المدة. وإنما الشدة والطابع المباشر هما المعياران الوحيدان لتقويم اللذات، وبذلك تكون الحياة الخيرة هي تلك التي تنطوي على أكبر قدر من أقوى إحساس ممكن باللذة.
موقف أبيقور المعتدل : لسنا بحاجة إلى التوقف للبحث في أسباب إخفاق مذهب اللذة المتطرف هذا عند أرستيبوس، ما دامت المواقف الثلاثة الأخرى التي سنبحثها تستهدف كلها القضاء على عيوبه التي ستتكشف كلما مضينا في بحثنا قدما. ولقد كان أول تعديل هام لهذا المذهب الشديد البساطة هو مذهب أبيقور، الذي كان يعلم في أثينا بعد قرن من حياة أرستيبوس فيها - بوصفه تلميذا لسقراط. وقد أكد مؤسس المذهب الأبيقوري أنه، على الرغم من أن «اللذة هي اللذة»، فإن بعض أشكالها يدوم أطول كثيرا من البعض الآخر، وبعضها يشتري بثمن أعلى بكثير من حيث الجهد أو العناء. كذلك أدخل أبيقور تعديلا آخر على مذهب أرستيبوس المتطرف، وذلك بأن جعل معيار اللذة سلبيا لا إيجابيا: فأعظم خير هو انعدام الألم، وأفضل حياة هي تلك التي يتحرر فيها المرء إلى أقصى حد من الحاجة، والشقاء، واضطراب الانفعال الطاغي. ولقد كانت هذه النقطة الأخيرة، وأعني بها، تجنب الانفعالات القوية، من النقاط المميزة بوجه خاص للمذهب الأبيقوري. فبينما القورينائيون كانوا ينشدون اللذات العنيفة، فإن الأبيقوريين كانوا يتجنبونها بوصفها لذات مكدرة قصيرة الأمد، ثمنها باهظ من حيث ما تستتبعه من رد فعل أليم. وكان أنصار أبيقور يعلمون كيف ينمون متعة الفلسفة والصداقة، وهي متعة أكثر اعتدالا، ولكنها أطول مدى، وأقل تكديرا بلا شك. والهدف الحقيقي عندهم هو السكينة أو الطمأنينة
Ataraxia
Halaman tidak diketahui