بن المنذر، وهما لهند بنت الحارث بن عمرو الكندي آكل الُمرار، ليملك بعده. فقدم عليه المتلمس وطرفَة فجعلهما في صحابة قابوس وأمرهما بلزومه. وكان قابوس شابًّا يُعجبه اللهو، وكان يركب يومًا في الصيد فيركض يتصيّد وهما معه يركضان حتى يرجعا عشيّة وقد لَغِبا، فيكون من قابوس من الغد في الشراب فيقفان بباب سُرادقه إلى العشيّ. فكان قابوس يومًا على الشراب فوقفا ببابه النهار كله ولم يصلا إليه، فضجِر طَرَفة فقال:
لَيْتَ لنا مكانَ المَلْكِ عَمْروٍ ... رَغُوثًا حول قُبَّتِنا تَخُورُ
مِنَ الزَّمِراتِ أَسْبَلَ قادِماهَا ... وضَرَّتُهَا مُرَكَّنَةٌ دَرُورُ
يُشَارِكُنَا لَنَا رَخِلان فيها ... وَتَعْلُوها الكِباشُ وما تَثُورُ
لَعَمْرُكَ إنّ قابوسَ بنَ هِنْدٍ ... لَيَخْلِطَ مُلْكَه نَوْكٌ كَثِيرُ
قسمتَ الدَّهْرَ في زَمَنٍ رَخِيٍّ ... كذاك الحُكْمُ يَقصِدُ أوْ يَجُورُ
لَنَا يَوْمٌ وللكِرْوَانِ يَوْمٌ ... تَطيرُ البائِساتُ ولا نَطيِرُ
فأمَّا يومُهُنَّ سُوءٌ ... تُطارِدُهُنَّ بالحَدَبِ الصُّقُورُ
وأمَّا يَوْمُنا فَنَظَلُّ رَكْبًا ... وُقوفًا ما نَحُلُّ ولا نَسِيرُ
وكان طرفة عدوًّا لابن عمه عبد عمرو بن بشر بن مرثد. وكان عبد عمرو كريما على عمرو بن هند وكان سمينًا فدخل مع عمرو الحمَّام. فلما تجرّد قال عمرو بن هند: لقد كان ابن عمك طرفة رآك حين قال ما قال. وكان طرفةُ هَجا عبد عمرو فقال:
1 / 74