١٢٦_قولهم سَمِّنْ كَلْبَكَ يَأْكُلْكَ
أول ما قيل ذلك لرجل من طَسْم، وكان له كلب، وكان يسقيه اللبن ويُطعمه اللحم ويُسمّنه. يرجو أن يُصيب به خيرًا أو يحرسه. وبعضهم يقول: أن يصيد به أو يحرسه. فأتاه ذات يوم وهو جائع فوثب عليه الكلب فأكله. فقيل: سمّن كلبك يأكلك. فذهبت مثلًا. وقال بعض الشعراء:
كَكَلْبِ طَسْمٍ وقد تَربَّبَهُ ... يَعُلُّه بالحَلِيبِ في الغَلَسِ
ظَلَّ عليه يومًا يُفَرْفِرُهُ ... إنْ لا يَلَغْ في الدِّماءِ يَنْتَهِسِ
وقال مالك بن أسماء:
هُمُ سَمَّنُوا كَلْبًَا ليأْكُلَ بَعضَهُم ... ولو فَعَلُوا بالحَزْمِ مَا سَمَّنُوا كَلْبًا
وقال عَوف بن الأحوص:
أرانِي وقَيْسًا كالمُسَمِّن كلْبَهُ ... فَخَدَّشَهُ أنيابُه وأظافِرُهُ
١٢٧_قولهم بأَبِي وُجوهُ اليَتامَى
أول من قاله أخ للنعمان من الرضاعة يقال له سعدُ القَرْقَرة، من أهل هَجَر. وكان أضحكَ الناس وأبطَلهم. وكان يُضحِك النعمان ويعجبه. وسعد القرقرة الذي يقول:
1 / 70