منهم. فلما وقعوا في يديْ لقيط أساء ولايتهم وجفاهم وأهانهم. فقال في ذلك ضَمْرَة بن جابر:
صَرَمْتُ إِخاءَ شِقَّةَ يوْم غَوْلٍ ... وإِخْوَتِه فلا حُلَّت حِلالي
كأَنِّي إِذْ رَهَنْتُ بَنِيَّ قَوْمِي ... دَفَعْتُهم إلى الصُّهْبِ السِّبالِ
فَلمْ أَرْهَنْهُم بِدَمٍ ولَكِنْ ... رَهَنْتُهم بِصُلْحٍ أو بمَالِ
صَرَمْتُ إِخاءَ شِقَّةَ يوْم غَوْلٍ ... وحُقَّ إِخاءُ شِقَّةَ بالوِصَالِ
فأجابه لقيط بن زُرارة:
أبا قَطَنٍ إِنِّي أراك حَزِينَا ... وإِنَّ العَجُولَ لا تُبِالِي الحَنِينا
أَفِي أَنْ صَبَرْتُم نصفَ عامٍ لَحقَّنَا ... ونحنُ صَبَرْنا قبلُ سبعَ سنينا
وقال ضمرة بن جابر:
لعمرُك إنَّني وطِلابَ حُبِّي ... وتَرْكَ بَنِيَّ في الشُّطُر الأعادِي
لَمِنْ نَوْكَى الشُّيوخِ وكان مِثْلِي ... إذا ما ضَلَّ لمْ يُنْعَشْ بهادِي
ثم أن بني نهشل طلبوا إلى المنذر بن ماء السماء أن يطلبهم من لقيط، فقال لهم المنذر: نحُّوا عني وجوهكم. ثم أمر بخمرٍ وطعامٍ ودعا لقيطًا فأكلا وشربا، حتى أخذت الخمرة فيهما قال المنذر للقيط: يا خير الفتيان ما تقول في رجل اختارك الليلة من نُدماء مُضر؟ قال: وما أقول فيه! أقول: إنه لا يسألني شيئًا إلا أعطيته إياه غير الغِلْمة. قال له المنذر: وما الغِلْمة، أما إذا استثنيت فلست قابلًا منك شيئًا حتى تعطيني كل ما سألتك. قال: فذلك لك. قال فإني أسألك الغِلْمة أن تهبهم لي. قال: سلني غيرهم. فأرسل لقيط إليهم فدفعهم المنذر. فلما أصبح لقيط لامَه قومه فندم فقال في المنذر:
1 / 67