بن تيم الله بن رُفيدة بن كلب بن وَبَرَة، وكانت من أجمل النساء، فولدت له مالك بن سعد، وكان ضرائرها إذا سابَبْنها يقلن لها: يا عَفْلاء. فشكت ذلك إلى أمها، فقالت لها أمها: إذا ساببنك فابدئيهن بعفال سُببْتِ فأرسلتها مثلًا. قال فسابّتها بعد ذلك امرأة من ضرائرها، فقالت لها رُهم: يا عَفْلاء، فقالت ضرتها: رمتني بدائها وانسلت. وبنو مالك بن سعد رهط العجّاج كان يقال لهم بنو العُفَيْل. فقال اللعين وهو يُعرِّض بهم:
ما في الدَّوائر مِنْ رِجْلَيَّ من عَقَلٍ ... عند الرِّهان وما أُكْوى من العَفَلِ
١٢٠
الْبَسْ لكلّ حالةٍ لَبُوسَها ... إِمَّا نَعِيمَها وإِمِّا بُوسَها
ومُكْرَهٌ أَخُوكَ لا بَطَل
أول من قال ذلك بَيْهَس، وهو رجل من بني غُراب بن فزارة بن ذُبيان بن بَغيض، وكان سابع سبعة إخوة، فأغار عليهم ناس من بني أشجع وهم في إبلهم فقتلوا منهم ستة، وبقي بَيْهَس وكان يُحمَّق وكان أصغرهم، فأرادوا قتله، ثم قالوا: ما تريدون من قتل هذا، يُحسب عليكم برجل ولا خير فيه؟ فتركوه. فقال: دعوني أتوصّل معكم إلى أهلي، فإنكم إن تركتموني أكلتني السباع أو قتلني العطش. ففعلوا. فأقبل معهم، فلما كان من الغد نزلوا فنحروا جَزورًا في يوم شديد الحر. فقالوا: أظِلّوا لحمكم لا يفسد، فقال بَيْهَس: لكن بالأثَلاث لحمٌ لا يُظَلُّ. فقالوا: إنه لمنكر.
1 / 62