هذا فضلا عن ضعف الشعر وإسفافه، وإنما سقناهما للدلالة على ما نريد من الألغاز والأحاجي؛ وترى كثيرا منها قد نثر في كتب الأدب كأمالي القالي، والحيوان للجاحظ، والمثل السائر لابن الأثير، وأمثال الميداني ، لو جمع وامتحن لدلنا على ناحية خاصة من نواحي الخيال. (الثاني):
قصص الحيوانات، كالذي زعموا أن النعامة ذهبت تطلب قرنين، فرجعت بلا أذنين، وفي ذلك يقول بشار:
طالبها قلبي فراغت به
وأمسكت قلبي مع الدين
فكنت كالهقل
3
غدا يبتغي
قرنا فلم يرجع بأذنين!
وزعموا أنه لذلك يسمى بالظليم، وكالذي زعموا أن الغراب ذهب يتعلم مشية القطاة فلم يتعلمها، ونسي مشيته، فلذلك صار يحجل؛ وأن الضفدع كان بلا ذنب؛ لأن الضب سلبه إياه.
وكانوا يقولون: إن الهدهد لما ماتت أمه أراد أن يبرها، فجعلها على رأسه يطلب موضعا، فبقيت في رأسه، فالقنزعة التي في رأسه هي قبرها؛ وإنما أنتنت ريحها لذلك
Halaman tidak diketahui