154

Fajar Nurani

فجر الضمير

Genre-genre

السيد الأحد الذي يأخذ جميع الأراضي أسرى كل يوم

بصفته واحدا يشاهد من يمشون عليها.

ومن الأمور الهامة أن نلاحظ أيضا أن ذلك الاتجاه كانت له علاقة مباشرة بالحركة الاجتماعية في العصر الإقطاعي المصري؛ إذ نجد أن النعوت التي نعت بها إله الشمس، نحو قوله:

الراعي الشجاع الذي يسوق ماشيته

وهو ملجؤها ومانحها قوتها.

ترجع بنا إلى عهد النصائح التي وجهت إلى «مريكارع»، وهي التي سميت فيها الناس «قطعان الإله»، كما ترجع بنا أيضا إلى أفكار «إبور» حيث يقول: «إنه راع لجميع الناس.»

ومثله النعت الآخر الخطير الشأن وهو قوله: «أم نافعة للآلهة والبشر.» فإنه يحمل في ثناياه فكرة مشابهة تشعر بالاهتمام ببني البشر؛ أي إن النواحي الإنسانية في سلطان إله الشمس، التي اشترك في إيجادها بوجه خاص رجال الفكر في العهد الإقطاعي، لم تختف بين العوامل السياسية القوية لذلك التسلط العالمي الجديد.

وحدث أنه عندما خلف «أمنحتب الرابع» والده «أمنحتب الثالث» حوالي سنة 1370ق.م، قام نزاع شديد بين البيت المالك من جهة وبين نظام الكهانة الذي كان على رأسه الإله «آمون» من الجهة الأخرى. وقد كان من الواضح أن ذلك الملك الشاب ينحاز إلى معاضدة جانب إله الشمس القديم ضد الجانب المنتصر للإله «آمون»، الذي كان رجال كهانته الطيبيون الأقوياء قد أخذوا يدعون إلههم الذي كان من قبل إلها محليا خامل الذكر باسم مركب هو «آمون رع»، مدللين بذلك على أنه صار موحدا مع إله الشمس «رع». وقد أخذ «أمنحتب الرابع» في باكورة حكمه يناصر في حماسة فكرة جديدة للمذهب الشمسي ربما كانت نتيجة أريد بها التوفيق بين المذهبين.

وفي الوقت الذي كان فيه موقف البلاد المصرية السياسي في آسيا في غاية الحرج، أخذ الملك ينهمك بكل حماسة في تعضيد التسلط العالمي لإله الشمس الذي أدركنا كنهه في أيام والده، فأعطى هذا الملك إله الشمس اسما جديدا خلص به المذهب الجديد من التقاليد المحفوفة بخطر الشرك في اللاهوت الشمسي القديم، فصار إله الشمس يسمى «آتون»، وهو اسم قديم يطلق على الشمس المجسمة.

ومن المحتمل أن هذه التسمية لا تدل إلا على قرص الشمس فقط. وهذا الاسم الجديد ذكر مرتين في أنشودة رجلي عمارة «أمنحتب الثالث» التي اقتبسنا منها جزءا فيما تقدم، كما لاقى بعض الإقبال في عهد ذلك الملك؛ إذ قد سمى به أحد قواربه الملكية «آتون يسطع».

Halaman tidak diketahui