وكذلك ينكر المتوفى أيضا مجاوزته للحدود الرسمية؛ إذ يقول:
إني لم أعب في الذات الملكية (35).
إني لم أسب الإله (38).
إني لم أذبح الثور المقدس (13).
إني لم أسرق هبات المعبد (8).
إني لم أنقص طعام المعبد (15).
إني لم أرتكب شيئا تكرهه الآلهة (40).
وإن إنكار هذه النقائص وغيرها مما لم يمكننا فهمه هو الذي يتألف منه ذلك الإقرار بالبراءة، ويسمى هذا الجزء المذكور من كتاب الموتى في العادة باسم «الاعتراف».
ومن الصعب على الإنسان أن يبتدع اسما مخالفا لطبيعة بيان المتوفى الحقيقية أكثر من مخالفة تلك التسمية لها؛ إذ هي إعلان واضح عن براءة المتوفى، فتكون - بطبيعة الحال - عكس ما يفهم من كلمة «اعتراف» هذه. ولهذا السبب قد صار فساد تلك التسمية من الأمور الظاهرة، لدرجة أن بعض محرري ذلك الفصل أضافوا بعد كلمة «اعتراف» كلمة «إنكاري»، وصاروا يسمونه «اعتراف إنكاري»، مع أن هذه التسمية ليس لها أي معنى قط؛ لأن المصري القديم لم يعترف بشيء في تلك المحاكمة. وهذه الحقيقة في غاية الأهمية في تطور المصري الديني القديم كما سيتضح فيما نذكره بعد.
والواقع أن الخطأ في حسبان ذلك الجزء من كتاب الموتى اعترافا معناه الوقوع في خطأ بين في فهم ذلك التطور الذي كان يسير بالمصريين الأقدمين - إذ ذاك - على مهل نحو اعترافهم التام بخطاياهم وإظهارهم لها بتواضع، وهو أمر لا وجود له مطلقا في أية ناحية من نواحي كتاب الموتى.
Halaman tidak diketahui