عن غيره أصلا تكليف بالمحال.
ولا يشترط فيه غير ما ذكر من الأوصاف الخمسة: من الحرية والذكورة والفقه ونحوها، لأن الغرض منه الرواية لا المعرفة والدراية، وهي تتحقق بها. نعم ينبغي له المعرفة بالعربية حذرا من اللحن والتصحيف، بل الأولى الوجوب، لما ورد عنهم (عليهم السلام): " اعربوا أحاديثنا فإنا قوم فصحاء " (1). وهو يشمل القلم واللسان.
NoteV00P032N07 فصل [المعتبر من شرائط الراوي] المعتبر بحال الراوي وقت أداء الرواية لا وقت تحملها. فلو تحملها غير متصف بشرائط القبول ثم أداها في وقت يظن اتصافه واستجماعه لها قبلت منه. أما لو جهل حاله، أو كان في وقت غير إمامي أو فاسقا ثم تاب ولم يعلم أن الرواية عنه هل وقعت قبل التوبة أو بعدها؟ لم تقبل ما لم يظهر وقوعها بعدها.
فإن قلت: إن أجل اولي الألباب من الأصحاب يعتمدون في الرواية على مثل هؤلاء، ويثقون بالخبر الوارد عنهم، ويقبلونه منهم من غير فرق بينهم وبين ثقات الإمامية الذين لم يزالوا على الحق، كقبولهم رواية محمد بن علي بن رياح، وعلي بن حمزة، وإسحاق بن جرير الذين هم رؤساء الواقفية وأعيانهم، ورواية علي بن أسباط، والحسين بن يسار مع أن تاريخ الرواية عنهم غير مضبوط ليعلم هل كانت بعد الرجوع إلى الحق أم قبله؟
قلت: قبول الأصحاب - عليهم رضوان رب الأرباب - الرواية عمن هذا حاله لابد من ابتنائه على وجه صبيح وجيه صحيح، وذلك كأن يكون السماع منه قبل عدوله عن الحق، أو بعد رجوعه إليه، أو أن النقل من أصله الذي ألفه واشتهر عنه قبل
Halaman 32