151

Kebajikan Yang Terpelihara dari Biografi Sultan Al-Malik Al-Mansur

الفضل المأثور من سيرة السلطان الملك المنصور

Editor

الأستاذ الدكتور عمر عبد السلام تدمري

Penerbit

المكتبة العصرية للطباعة والنشر

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٨ هـ - ١٩٩٨ م

Lokasi Penerbit

بيروت - لبنان

Genre-genre

جرت عليه عادة ذوي الموالاة، ومألف ألفه أهل المغالاة في المصافاة. وقد علم الله أنّا نميّزه على غيره، وإن سار في الترامي إلى موالاتنا كسيره، ونوثر جانبه، ونيسّر مطالبه، كلّ ذلك أوجبه حسن تأتّيه، واقتضاه جميل تأنّيه. وحكم به ما بين القلوب من الأسلاف، والخواطر الواردة من المصافاة كلّ صاف. وعلى أثر ذلك فإنّه قد علم أنّا منذ أفضت نوبة الملك إلينا، / ١١٤ ب / ونصّ بها أمير المؤمنين علينا، عاهدنا الله أن لا نفتر عن الجهاد في سبيله طرفة عين، وأن (نزال ندأب أو (نستخلص من) (^١) مغتصب الممالك كلّ دين. فما مرّ وقت إلاّ عن نصر مجدّد، وظفر عن بيض سيوفنا وحمرة نجيعها يتولّد. وعاص يطيع بأول بارقة، ومشاقق مال إلى السّلم بما دهمه من الأنباء الصادقة. وعدوّ غزوناه في عقر داره، واستسلّيناه بزمام الظّفر من بين أنصاره. وحصن أخذناه من مأمنه، ومسكن منيف أخليناه من سكنه.
وكانت طرابلس الشام ضالّة في يد الفرنج منذ زمان، ومغتصبة لم ينهض باسترجاعها قوّة (ذي) (^٢) سلطان، ومرّت عليها دهور فدهور. واستمرّت في يد الكفر إلى أن أخرجها الله تعالى بعزائمنا من الظلمات إلى النور. على أنّ هذا الحصن كان منيعا وهو في يد بني عمّار إلى الغاية والنهاية، وحاصره الفرنج مدّة سنتين. واقتضى طول المحاصرة أن بنى الفرنج أمامه حصنا (^٣) أروا به من شدّة المنازلة الآية فالآية. واقتضى طول / ١١٥ أ / سنيّ هذه المنازعة، أن خرج ابن عمّار صاحبها منها مستنصرا بملوك الإسلام (^٤)، من طول سوء المقام بذلك المقام.

(^١) عن الهامش.
(^٢) عن الهامش.
(^٣) هو حصن «صنجيل» (سان جيل) نسبة إلى «ريموند الصّنجيلي» (Raymond De Saint - Gilles) بناه سنة ٤٩٧ هـ / ١١٠٣ هـ. فوق أنقاض حصن إسلامي أسّسه القائد الصحابيّ «سفيان بن مجيب الأزدي» في أوائل عهد الخليفة عثمان بن عفان، ﵁. ومات «ريموند» داخل الحصن وهو يحاصر طرابلس في ٤ جمادى الأولى ٤٩٨ هـ. / ١١٠٥ م. ومن هنا نسب إليه. «أنظر كتابنا: تاريخ طرابلس السياسي والحضاري - ج ١/ ٤٠٧ وما بعدها (طبعة ثانية ١٩٨٤ م). وكتابنا: لبنان من السيادة الفاطمية حتى السقوط بيد الصليبيين (القسم السياسي) ص ٢١١ وما بعدها).
(^٤) ابن عمّار الذي خرج مستنصرا بالملوك هو «فخر الملك أبو علي عمّار بن محمد بن عمّار»، وكان خروجه سنة ٥٠١ هـ.١١٠٨ م. حيث استقبله السلطان السلجوقي في بغداد «محمد بن ملكشاه»، والخليفة العبّاسي «المستظهر». (أنظر: ذيل تاريخ دمشق لابن القلانسي ١٦٠، والكامل في التاريخ -

1 / 157