يأتي (^١) إلاّ بغته. / ٧٨ ب / والله الموفّق لما فيه صلاح هذه الأمّة، والقادر على إتمام كلّ خير ونعمه (^٢). إن شاء الله تعالى».
وكتب في مستهلّ رمضان المعظّم سنة أحد (^٣) وثمانين وستماية انقضى مضمون جوابهم، ومفهوم خطابهم، وفحوى العرض الذي خطى (^٤) بهم.
وتقدّم أمر مولانا السلطان فأفيضت عليهم ملابس نعمه، وأجزلت لديهم مواهب كرمه، وخصّ كلاّ منهم بما يناسب قدره، ويشرح صدره، ويحسن له إلى وطنه الكرّه. ثم جيزوا بجوابهم المشروح، فحين وصلوا إلى مرسلهم بالجواب، وأعادوا عليه ماهالهم، وأخبروه أنّ قلم هذا الجواب كان في الكتاب، ورجل سلطانه في الركاب. علما منه بعادة التتار في الركوب خلف كتابهم، والوثوب عند انفصال خطابهم، وقالوا وقالوا، وحدّثوا ولا حرج عن عزّ سلطان جالت أفكارهم عندما (^٥) / ٧٩ أ / بممالكه المعظّمة جالوا.
إلاّ أنّ الملك أحمد لم يرتكب عادة التتار، في العتوّ والنّفار، ولا ركب رغبة في الصّلح الذي فيه عمارة الدار والجار. بل أقبل على قضيّة الصلح أيّما إقبال، وابتهج به رغبة في سلامة العقبى والمآل. ورأى أنه خير وأبقى، وأبقى وأتقى (^٦). وأخذ في تجهيز شيخه والهادي له إلى الإسلام كما زعم، والدّالّ له على طريق سلامة الصّلح إن انتظم، وجهّزه وصحبته موكب من الأمراء والخدم، والبرك (^٧) والحشم. ورفع على رأسه الجتر (^٨) وهو قبّة من أدم، وحكمه في البلاد فأحكم إذ