[1.10.4]
وقرأت في كتب العجم أن بهرام جور كان في حجر ملك العرب بالبادية فلما بلغه هلاك أبيه وأن الفرس عزموا على أن يملكوا غيره سار بالعرب حتى نزل السواد وطالبهم بالملك وجادلهم عنه حتى اعترفوا له بالحق وملكوه. وقد كان كسرى أغزى بني شيبان جيشا فاقتتلوا بذي قار فهزمت بنو شيبان أساورة كسرى فهو يوم ذي قار ثم كان من أمر العرب وأمر فارس حين جمعهم الله لقتالهم بالإمام وساسهم بالتدبير ما لا حاجة بنا إلى الإطالة بذكره لشهرته. ومما يدلك على تعزز القوم في جاهليتهم وأنفتهم وشدة حميتهم أن أبرويز ملك فارس وأشدها سطوة وإثخانا في البلاد خطب إلى النعمان بن المنذر إحدى بناته فرده رغبة بها عنه ولم يزل هاربا منه حتى ظفر به فقتله.
[1.10.5]
وكان لقريش بيت الله الحرام العتيق المنصور من الجبابرة بالطير الأبابيل لم يزالوا ولاته وسدنته والقائمين لأموره والمعظمين لشعاره وكان يقال لهم أهل الله وجيران الله لنزولهم الحرم وجوارهم البيت وكان منهم بقايا من الحنفية يتوارثونها عن إسماعيل صلى الله عليه وسلم منها حج البيت الحرام وزيارته والختان والغسل والطلاق والعتق وتحريم ذوات المحارم بالقرابة والرضاع والصهر. وقد كان حاجب بن زرارة وفد على كسرى فرأى العجم ينكحون الأخوات والبنات فسولت له نفسه التأسي بهم والدخول في ملتهم فنكح ابنته ثم ندم على ذلك فقال [متقارب]
لحا الله دينك من أغلف
يحل الخوات لنا والبنات
أحشت على أسرتي سوءة
وطوقت جيدي بالمخزيات
وأبقيت في عنقي سبة
مشاتم يحيين بعد الممات
فتاة تجللها شيخها
فبئس الشيخ ونعم الفتاة
[1.10.6]
ومما كان بقي فيهم من الحنفية إيمانهم بالملكين الكاتبين حدثني بعض أصحابنا عن عبد الرحمن بن خالد الناقد قال كان الحسن بن جهور مولى المنصور خرج إلى بعض ولد سليمان بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب كتابا كان لعبد المطلب بن هاشم كتبه بخطه فإذا هو مثل خط النساء وإذا هو باسمك اللهم ذكر حق عبد المطلب بن هاشم من أهل مكة على فلان بن فلان الحميري من أهل زول صنعاء. عليه ألف درهم فضة طيبة كيلا بالحديدة ومتى دعاه بها أجابه شهد الله بذلك والملكان. وقال الأعشى [طويل]
Halaman tidak diketahui