الشروط واعتراضه على الشافعي رحمه الله تعالى وكذلك بلغنا رد القاضي أحمد بن طالب التميمي على أبي حنيفة وتشنيعه على الشافعي وكتب ابن عبدوس ومحمد بن سحنون وغير ذلك من خوامل تآليفهم دون مشهورها
وأما جهتنا فالحكم في ذلك ما جرى به المثل السائر ازهد الناس في عالم اهله وقرأت في الانجيل ان عيسى عليه السلام قال لا يفقد النبي حرمته الا في بلده وقد تيقنا ذلك بما لقي النبي صلى الله عليه وسلم من قريش وهم أوفر الناس احلاما واصحهم عقولا واشدهم تثبتا مع ما خصوا به من سكناهم افضل البقاع وتغذيتهم باكرم المياه حتى خص الله تعالى الأوس والخزرج بالفضيلة التي أبانهم بها عن جميع الناس والله يؤتي فضله من يشاء
ولا سيما اندلسنا فإنها خصت من حسد أهلها للعالم الظاهر فيهم الماهر منهم واستقلالهم كثير ما يأتي به واستهجأنهم حسناته وتتبعهم سقطاته وعثراته وأكثر ذلك مدة حياته باضعاف ما في سائر البلاد ان اجاد قالوا سارق مغير ومنتحل مدع وان توسط قالوا غث بارد وضعيف ساقط وان باكر الحيازة لقصب السبق قالوا متى كان هذا ومتى تعلم وفي أي زمان قرأ ولأمه الهبل وبعد ذلك ان ولجت به الأقدار أحد طريقين اما شفوفا بائنا يعليه على نظرائه أو سلوكا في غير السبيل التي عهدوها فهنالك حمي الوطيس على البائس وصار غرضا للأقوال وهدفا للمطالب ونصبا للتسبب اليه ونهبا للألسنة وعرضة للتطرق إلى عرضه وربما نحل ما لم يقل وطوق مالم يتقلد والحق به مالم يفه به ولا اعتقده قلبه وبالحرى وهو السابق المبرز ان لم يتعلق من السلطان بحظ ان يسلم من المتالف وينجو من المخالف فإن تعرض
Halaman 11