فوضعت سيفي فيهم فقتلت منهم زهاء ثمانين ألف فارس فلما نظروا إلى ما حل بهم مني صاحوا الأمان الأمان فقلت لا أمان لكم إلا بالإيمان فآمنوا بالله وبك ثم أصلحت بينهم وبين عطرفة وقومه فصاروا إخوانا وزال من بينهم الخلاف وما زلت معهم إلى هذه الساعة فقال عطرفة جزاك الله خيرا يا رسول الله عن الإسلام وجزى ابن عمك عليا منا خيرا ثم انصرف عطرفة إلى حيث شاء
خبر آخر روي عن الصادق ع أن أمير المؤمنين ع بلغه عن عمر بن الخطاب شيء فأرسل إليه سلمان رض وقال قل له قد بلغني عنك كيت وكيت وكرهت أن أعتب عليك في وجهك فينبغي أن لا تذكر في إلا الحق فقد أغضيت على القذى @QUR@ حتى يبلغ الكتاب أجله فنهض سلمان رض وبلغه ذلك وعاتبه وذكر مناقب أمير المؤمنين ع وذكر فضائله وبراهينه فقال عمر عندي الكثير من فضائل علي ع ولست بمنكر فضله إلا أنه يتنفس الصعداء ويظهر البغضاء فقال سلمان رض حدثني بشيء مما رأيته منه فقال عمر نعم يا أبا عبد الله خلوت به ذات يوم في شيء من أمر الخمس فقطع حديثي وقام من عندي وقال مكانك حتى أعود إليك فقد عرضت لي حاجة فما كان بأسرع من أن رجع علي ثانية وعلى ثيابه وعمامته غبار كثير فقلت له ما شأنك فقال أقبل نفر من الملائكة وفيهم رسول الله ص يريدون مدينة بالمشرق يقال لها صيحون فخرجت لأسلم عليه وهذه الغبرة ركبتني من سرعة المشي قال عمر فضحكت متعجبا حتى استلقيت على قفاي وقلت له النبي ص قد مات وبلي وتزعم أنك لقيته الساعة وسلمت عليه فهذا من العجائب مما لا يكون فغضب علي ع ونظر إلي وقال أتكذبني يا ابن الخطاب فقلت لا تغضب وعد إلى ما كنا فيه فإن هذا مما لا يكون أبدا قال فإن أنت رأيته حتى لا تنكر منه شيئا استغفرت الله مما قلت وأضمرت وأحدثت توبة مما أنت عليه وتركت لي حقا فقلت نعم فقال قم فقمت معه فخرجنا إلى طرف المدينة وقال غمض عينيك فغمضتهما
Halaman 62