فَضَائِلُ شَهْرِ رَمَضَانَ
قَرَأْتُ عَلَى الشَّيْخَةِ الصَّالِحَةِ الْمُعَمَّرَةِ أَمَةِ الْعَزِيزِ ابْنَةِ إِسْمَاعِيلَ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، قَالَتْ: أَخْبَرَنِي الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَالِمُ زَيْنُ الدِّينِ أَبُو الْعَبَّاسِ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الدَّائِمِ قَالَ: حَدَّثَنَا الشَّيْخُ الإِمَامُ الْعَالِمُ الْحَافِظُ أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الْغَنِيِّ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ سُرُورٍ الْمَقْدِسِيُّ ﵀:
1 / 37
١ - أَنْبَأَنَا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ السِّلَفِيُّ الأَصْبَهَانِيُّ ﵁ بِثَغْرِ الإِسْكَنْدَرِيَّةِ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الْخَيَّاطُ، بِبَغْدَادَ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ الصَّوَّافِ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي ﵀، حَدَّثَنَا فَزَارَةُ، أَنْبَأَنَا فُلَيْحٌ، عَنْ هِلالِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ، وَأَقَامَ الصَّلاةَ، وَصَامَ رَمَضَانَ، فَإِنَّ حَقًّا عَلَى اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، هَاجَرَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، أَوْ جَلَسَ فِي أَرْضِهِ الَّتِي وُلِدَ فِيهَا» .
قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفَلا نُنَبِّئُ النَّاسَ بِذَلِكَ؟ قَالَ: «إِنَّ فِي الْجَنَّةِ مِائَةَ دَرَجَةٍ، أَعَدَّهَا اللَّهُ جَلَّ ثَنَاؤُهُ لِلْمُجَاهِدِ فِي سَبِيلِهِ، مَا بَيْنَ كُلِّ دَرَجَتَيْنِ كَمَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، فَإِذَا سَأَلْتُمُ اللَّهَ فَسَلُوهُ الْفِرْدَوْسَ، فَإِنَّهُ أَوْسَطُ الْجَنَّةِ، وَفَوْقَهُ عَرْشُ الرَّحْمَنِ ﷿، وَمِنْهُ تُفَجَّرُ أَنْهَارُ الْجَنَّةِ» .
صَحِيحٌ رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ
1 / 38
٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ السِّلَفِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ بْنِ الْبَصْرِيِّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ دَعْلَجُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ دَعْلَجٍ، حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ هَارُونَ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ عِيسَى، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ سَعْدِ بْنِ الأَخْرَمِ، عَنْ أَبِيهِ، أَوْ عَنْ عَمِّهِ الأَعْمَشِ يَشُكُّ، قَالَ: أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ، أُرِيدُ أَنْ أَسْأَلَهُ، فَقِيلَ لِي: هُوَ بِعَرَفَةَ، فَاسْتَقْبَلْتُهُ فَأَخَذْتُ بِزِمَامِ النَّاقَةِ، فَصَاحَ بِي النَّاسُ مِنَ الصَّحَابَةِ، فَقَالَ: «دَعُوهُ! فَإِنَّ رَبِّي جَاءَ بِهِ» .
قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ يُقَرِّبُنِي مِنَ الْجَنَّةِ وَيُبَاعِدُنِي عَنِ النَّارِ.
فَقَالَ:
1 / 39
" لِئَنْ كُنْتَ أَوْجَزْتَ فِي الْخُطْبَةِ لَقَدْ أَعْظَمْتَ وَأَطْوَلْتَ الْمَسْأَلَةَ.
فَسَكَتَ سَاعَةً، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ إِلَى السَّمَاءِ فَنَظَرَ إِلَيْهَا ثُمَّ قَالَ: تَعْبُدَ اللَّهَ وَلا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا، وَتُقِيمَ الصَّلاةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ، وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتُحِبَّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْكَ، وَمَا كَرِهْتَ لِنَفْسِكَ فَدَعِ النَّاسَ مِنْهُ خَلِّ سَبِيلَ النَّاقَةِ ".
هَكَذَا قَالَ: الْمُغِيرَةُ بْنُ سَعْدِ بْنِ الأَخْرَمِ، وَإِنَّمَا هُوَ الْمُغِيرَةُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْيَشْكُرِيُّ
٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَبْدُ الْحَقِّ بْنُ عَبْدِ الْخَالِقِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الْقَادِرِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ الْيُوسُفِيُّ الْبَغْدَادِيُّ بِهَا، أَنْبَأَنَا أَبُو الْغَنَائِمِ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِي بْنِ مَيْمُونٍ الْقُرَشِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو أَحْمَدَ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى الْغُنْدَجَانِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ عَبْدَانَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الْفَرَجِ الشِّيرَازِيُّ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ سَهْلٍ الْمُقْرِئُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ الْبُخَارِيُّ، قَالَ: قَالَ أَبُو الْيَمَانِ: أَنْبَأَنَا شُعَيْبٌ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ
1 / 40
بْنِ أَبِي حُسَيْنٍ، حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ طَلْحَةَ، عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ الْجُهَنِيِّ، قَالَ: جَاءَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ رَجُلٌ مِنْ قُضَاعَةَ، فَقَالَ: شَهِدْتُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَأَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ، وَصَلَّيْتُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ، وَصُمْتُ الشَّهْرَ، وَقُمْتُ رَمَضَانَ، وَآتَيْتُ الزَّكَاةَ.
قَالَ: فَقَالَ لَهُ: «مَنْ مَاتَ عَلَى هَذَا كَانَ مِنَ الصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ»
٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النَّقُّورِ الْبَزَّازُ الْبَغْدَادِيُّ بِهَا، أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبٍ عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُذْهِبِ التَّمِيمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ الْقَطِيعِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا وَكِيعٌ، عَنْ سُفْيَانَ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ بِشْرٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: " بُنِيَ الإِسْلامُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَلا إِلَهَ إِلا اللَّهُ، وَإِقَامِ الصَّلاةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ ".
قَالَ: فَقَالَ لَهُ رَجُلٌ: وَالْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ﷿؟، فَقَالَ: «الْجِهَادُ حَسَنٌ؛ هَكَذَا حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ»
1 / 41
٥ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ بْنِ أَبِي حُمَيْدٍ الْقُرَشِيُّ الدِّمَشْقِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُسَلَّمِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ التَّمِيمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُحَمَّدٍ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي نَصْرٍ، أَنْبَأَنَا جَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عُدُسٍ الْكِنْدِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عَبْدُ الرَّحِيمِ بْنُ أَحْمَدَ الْحَوْطِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو الْهَيْثَمِ، حَدَّثَنَا أَبُو مَعْشَرٍ، عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «نِعْمَ الشَّهْرُ شَهْرُ رَمَضَانَ، تُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغَلَّقُ فِيهِ أَبْوَابُ النَّارِ، وَتُصَفَّدُ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، وَيُغْفَرُ فِيهِ، إِلا لِمَنْ أَبَى» .
قَالُوا: مَنْ يَأْبَى يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لا يَسْتَغْفِرُ»
٦ - أَخْبَرَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النَّقُّورِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْقَادِرِ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا عَفَّانُ، حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرٍو، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، قَالَ: وَثَابِتٌ، عَنِ الْحَسَنِ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا
1 / 42
وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ»
٧ - أَخْبَرَنَا الْحَافِظُ أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ السِّلَفِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْخَطَّابِ نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْبَطِرِ الْقَارِي، بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقُوَيْهِ الْبَزَّازُ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ النَّجَّارُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ السُّلَمِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ،، حَدَّثَنَا نَصْرُ بْنُ عَلِيٍّ الْجَهْضَمِيُّ، حَدَّثَنِي النَّضْرُ بْنُ شَيْبَانَ، أَنَّهُ لَقِيَ أَبَا سَلَمَةَ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ، فَقَالَ: حَدِّثْنِي أَفْضَلَ شَيْءٍ سَمِعْتَهُ يُذْكَرُ فِي رَمَضَانَ، فَقَالَ أَبُو سَلَمَةَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ ﵁، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ ذَكَرَ رَمَضَانَ، فَفَضَّلَهُ عَلَى الأَشْهُرِ بِمَا فَضَّلَهُ اللَّهُ ﷿ بِهِ، وَقَالَ: «إِنَّ شَهْرَ رَمَضَانَ فَرَضَ اللَّهُ صِيَامَهُ عَلَى الْمُسْلِمِينَ، وَسَنَنْتُ قِيَامَهُ، فَمَنْ صَامَهُ وَقَامَهُ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا خَرَجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»
1 / 43
٨ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَنْبَأَنَا نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي طَالِبٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، أَنْبَأَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ، عَنْ يَزِيدَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الشِّخِّيرِ، قَالَ: لَقِيَنِي رَجُلٌ بِذَاتِ عِرْقٍ فَحَدَّثَنِي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: «أَوْضَعَ مَا يُصِيبُ صَاحِبُ شَهْرِ رَمَضَانَ إِذَا أَحْسَنَ صِيَامَهُ وَقِيَامَهُ أَنْ يَخْرُجَ مِنْ ذُنُوبِهِ كَيَوْمِ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ»
٩ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا نَصْرٌ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدٌ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُثْمَانَ بْنِ أَبِي شَيْبَةَ الْعَبْسِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو بِلالٍ الأَشْعَرِيُّ، حَدَّثَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْكِنْدِيُّ، عَنِ ابْنِ أَيُّوبَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ نَافِعِ بْنِ بُرْدَةَ، عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ، يَقُولُ وَدَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ، فَقَالَ: «لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا لَهُمْ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ لَتَمَنَّتْ أُمَّتِي أَنْ تَكُونَ السَّنَةُ كُلُّهَا شَهْرَ رَمَضَانَ. . .»، ثُمَّ ذَكَرَ الْحَدِيثَ
1 / 44
١٠ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْعَلافِ، بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُمَرَ الْحَمَّامِيُّ الْمُقْرِي، أَنْبَأَنَا أَبُو إِسْحَاقَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ مِهْرَانَ الْقِرْمِيسِينِيُّ، بِالْمَوْصِلِ، حَدَّثَنَا أَبُو مُحَمَّدِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَسَنِ بْنِ النُّعْمَانِ الْقَزَّازُ، إِمْلاءً، حَدَّثَنَا أَبُو كُرَيْبٍ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ، عَنِ الأَعْمَشِ، عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: " إِذَا كَانَ شَهْرُ رَمَضَانَ صُفِّدَتِ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَللَّهِ عُتَقَاءُ مِنَ النَّارِ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ "
1 / 45
١١ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِلالٍ الدَّقَّاقُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَاصِمُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَاصِمٍ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُمَرَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَهْدِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ مَخْلَدٍ الْعَطَّارُ الدُّورِيُّ، حَدَّثَنَا طَاهِرُ بْنُ خَالِدِ بْنِ نِزَارٍ الأَيْلِيُّ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ أَحْمَدُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا زَكَرِيَّا، يَعْنِي ابْنَ نَافِعٍ، حَدَّثَنَا عَبَّادٌ يَعْنِي الْخَوَّاصَ، عَنِ ابْنِ عَوْنٍ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ، قَالَ: «قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ السَّمَاءِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، وَتُغَلَّقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَفِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ»
١٢ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ مَحْجُوبٍ الْمُسَدِّيُّ بِالْحُرَيْمِ الطَّاهِرِيِّ، مِنْ غَرْبِيِّ بَغْدَادَ، حَدَّثَنَا الشَّرِيفُ أَبُو الْعِزِّ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُخْتَارِ بْنِ الْمُؤَيَّدِ بِاللَّهِ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيٍّ الْحَسَنُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْمُذْهِبِ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عُثْمَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو عَلِيٍّ مُحَمَّدُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْحَرَّانِيُّ
1 / 46
بِالرَّقَّةِ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْقردوَانِيُّ، حَدَّثَنِي أَبِي، عَنْ سَابِقٍ الْبَرْبَرِيِّ، عَنْ أَبَانٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ: «إِنَّ أَبْوَابَ الْجِنَانِ تُفْتَحُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ إِلَى آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْهُ، فَلا يُغْلَقُ مِنْهَا بَابٌ، وَتُغْلَقُ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ مِنْ أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ إِلَى آخِرِ لَيْلَةٍ مِنْهُ، فَلا يُفْتَحُ مِنْهَا بَابٌ، وَتُغَلُّ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ؛ بِحَقِّ رَمَضَانَ وَرَحْمَتِهِ وَيَبْعَثُ اللَّهُ مُنَادِيًا يُنَادِي فِي السَّمَاءِ الدُّنْيَا كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ غُرُوبِ الشَّمْسِ إِلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ هَلُمَّ، هَلْ مِنْ دَاعٍ يُسْتَجَابُ لَهُ، مِنْ سَائِلٍ يُعْطَى سُؤْلَهُ، مِنْ مُسْتَغْفِرٍ يُغْفَرُ لَهُ، مِنْ تَائِبٍ يُتَابُ عَلَيْهِ، وَللَّهِ تَعَالَى عُتَقَاءُ عِنْدَ وَقْتِ فَجْرِ كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، عِبَادٌ وَإِمَاءٌ»
١٣ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَطِرِ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ بْنُ رِزْقُوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ جَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قِرَاءَةً عَلَيْهِ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْوَهَّابِ بْنُ عَطَاءٍ، حَدَّثَنَا سَعِيدُ بْنُ أَبِي عَرُوبَةَ، عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: " ذُكِرَ لَنَا لَيَالِي رَمَضَانَ وَنَهَارُهَا، تُفْتَحُ فِيهَا أَبْوَابُ السَّمَاءِ، فَيُنَادِي مُنَادٍ كُلَّ لَيْلَةٍ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ: هَلْ مِنْ دَاعٍ فَيُسْتَجَابَ لَهُ، هَلْ مِنْ
1 / 47
سَائِلٍ فَيُعْطَى سُؤْلَهُ، هَلْ مِنْ مُسْتَغْفِرٍ فَيُغْفَرَ لَهُ، وَكَانَ يُقَالُ: مَنْ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ فِي رَمَضَانَ فَلَنْ يُغْفَرَ لَهُ "
١٤ - أَخْبَرَنَا أَبُو الْقَاسِمِ هِبَةُ اللَّهِ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِلالٍ الدَّقَّاقُ، بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْفَضْلِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَلِيِّ بْنِ ذِكْرَى، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحُسَيْنِ عَلِيُّ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْبُحْتُرِيِّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ الْوَلِيدِ الْفَحَّامُ، حَدَّثَنَا أَبُو أَحْمَدَ الزُّبَيْرِيُّ، حَدَّثَنَا كَثِيرُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَظَلَّكُمْ شَهْرُكُمْ هَذَا، بِمَحْلُوفِ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ، مَا مَرَّ عَلَى الْمُسْلِمِينَ شَهْرٌ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْهُ، بِمَحْلُوفِ رَسُولِ اللَّهِ، إِنَّ اللَّهَ يَكْتُبُ أَجْرَهُ وَثَوَابَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَدْخُلَ؛ وَذَلِكَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ يُعِدُّ فِيهِ النَّفَقَةَ لِلْقُوَّةِ فِي الْعِبَادَةِ، وَيُعِدُّ الْمُنَافِقُ فِيهِ اغْتِيَابَ الْمَؤْمِنِينَ، وَاتِّبَاعَ عَوْرَاتِهِمْ؛ فَهُوَ غُنْمٌ لِلْمُؤْمِنِ، وَمَعْصِيَةٌ لِلْفَاجِرِ»، يَعْنِي: شَهْرَ رَمَضَانَ
1 / 48
١٥ - أَخْبَرَنَا ابْنُ النَّقُّورِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا ابْنُ الْمُذْهِبِ، أَنْبَأَنَا ابْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ، حَدَّثَنِي أَبِي، حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ أَبِي أُنَيْسٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِحَتْ أَبْوَابُ الرَّحْمَةِ، وَأُغْلِقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ، وَسُلْسِلَتِ الشَّيَاطِينُ» .
ابْنُ أَبِي أُنَيْسٍ اسْمُهُ نَافِعٌ
١٦ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو مُطِيعٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْوَاحِدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ الْمِصْرِيُّ، بِأَصْبَهَانَ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُعَدَّلُ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ فَارِسٍ، حَدَّثَنَا أَبُو مَسْعُودٍ الرَّازِيُّ، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ يَزِيدَ الْقَطَّانُ، حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الأَشْعَثِ، حَدَّثَنَا جَعْفَرُ بْنُ غِيَاثٍ، عَنْ كَثِيرِ بْنِ زَيْدٍ، عَنْ عَمْرِو بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ ﵁ يَقُولُ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَقُولُ إِذَا دَنَا رَمَضَانُ: «قَدْ أَظَلَّكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ فَاغْتَنِمُوهَ، بِمَحْلُوفِ رَسُولِ اللَّهِ، مَا دَخَلَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ شَهْرٌ قَطُّ خَيْرٌ لَهُمْ مِنْهُ، وَلا دَخَلَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ شَهْرٌ شَرٌّ مِنْهُ، بِمَحْلُوفِ رَسُولِ اللَّهِ، إِنَّ
1 / 49
اللَّهَ ﷿ يَكْتُبُ لِلْمُؤْمِنِ أَجْرَهُ وَنَوَافِلَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُدْخِلَهُ، وَيَكْتُبَ لِلْمُنَافِقِ شَقَاءَهُ وَوِزْرَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يُدْخِلَهُ، وَذَلِكَ أَنَّ الْمُؤْمِنَ يُعِدُّ فِيهِ الْقُوَّةَ عَلَى الْعِبَادَةِ، وَالْكَفَّ عَنِ الأَذَى، وَالانْبِسَاطَ فِي النَّفَقَةِ، وَيُعِدُّ فِيهِ الْمُنَافِقُ اتِّبَاعَ غَفَلاتِ الْمُؤْمِنِينَ، وَاتِّبَاعَ عَوْرَاتِهِمْ، وَالتَّفَرُّغَ لأَذَى الْمُسْلِمِينَ، وَهُوَ غُنْمٌ لِلْمُؤْمِنِ وَنِقْمَةٌ لِلْفَاجِرِ»
١٧ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ النَّقُّورِ، أَنْبَأَنَا أَبُو طَالِبِ بْنُ يُوسُفَ، أَنْبَأَنَا الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنِي أَبِي ﵀، حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا أَيُّوبُ، عَنْ أَبِي قِلابَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ﵁، قَالَ: لَمَّا حَضَرَ رَمَضَانُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «قَدْ جَاءَكُمْ شَهْرُ رَمَضَانَ شَهْرٌ مُبَارَكٌ افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ صِيَامَهُ، تُفَتَّحُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، وَتُغَلَّقُ فِيهِ أَبْوَابُ الْجَحِيمِ، وَتُغَلُّ فِيهِ الشَّيَاطِينُ، فِيهِ لَيْلَةٌ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ، مَنْ حُرِمَ خَيْرَهَا فَقَدْ حُرِمَ»
١٨ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ، أَنْبَأَنَا نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَطِرِ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقُوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا الْحَارِثُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ
1 / 50
أَبِي أُسَامَةَ التَّمِيمِيُّ، حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أَنْبَأَنَا هِشَامُ بْنُ أَبِي هِشَامٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدِ بْنِ الأَسْوَدِ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: " أُعْطِيَتْ أُمَّتِي خَمْسَ خِصَالٍ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ: لَمْ تُعْطَهُنَّ أُمَّةٌ قَبْلَهُمْ: خُلُوفُ فَمِ الصَّائمِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ، وَتَسْتَغْفِرُ لَهُمُ الْمَلائِكَةُ حَتَّى يُفْطِرُوا، وَيُزَيِّنُ اللَّهُ كُلَّ يَوْمٍ جَنَّتَهُ ثُمَّ يَقُولُ: يُوشِكُ عِبَادِي الصَّالِحُونَ أَنْ يُلْقُوا عَنْهُمُ الْمَئُونَةَ وَالأَذَى، وَيَصِيرُوا إِلَيْكِ، وَتُصَفَّدُ فِيهِ مَرَدَةُ الشَّيَاطِينِ فَلا يَخْلُصُونَ فِيهِ إِلَى مَا كَانُوا يَخْلُصُونَ إِلَيْهِ مِنْ غَيْرِهِ، وَيُغْفَرُ لَهُمْ فِي آخِرِ لَيْلَةٍ ".
قِيلَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَفِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ؟ قَالَ: «لا، وَلَكِنَّ الْعَامِلَ يُوَفَّى أَجْرَهُ إِذَا قَضَى عَمَلَهُ»
١٩ - أَخْبَرَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا نَصْرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ الْبَطِرِ الْقَارِئُ، أَنْبَأَنَا مُحَمَّدُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ رِزْقُوَيْهِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ،
1 / 51
حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ يُوسُفَ الْمُطَّوِّعِيُّ، حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ جَعْفَرٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ أَبِي بِشْرٍ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: «تَسْبِيحَةٌ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ تَسْبِيحَةٍ فِي غَيْرِهِ» .
٢٠ - أَخْبَرَنَا أَبُو بَكْرٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ النَّقُّورِ الْبَزَّازُ، بِبَغْدَادَ، أَنْبَأَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ الْمُظَفَّرِ بْنِ الْحُسَيْنِ بْنِ سَوْسَنٍ التَّمَّارُ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحُرْفِيُّ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ سَلْمَانَ الْفَقِيهُ، حَدَّثَنَا هِلالُ بْنُ الْعَلاءِ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ، أَنْبَأَنَا الْعَوَّامُ بْنُ حَوْشَبٍ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ السَّائِبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، ﵁، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «الصَّلاةُ الْمَكْتُوبَةُ إِلَى الصَّلاةِ الْمَكْتُوبَةِ الَّتِي بَعْدَهَا كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا»، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَالشَّهْرُ إِلَى الشَّهْرِ، يَعْنِي شَهْرَ رَمَضَانَ، كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُمَا، ثُمَّ قَالَ بَعْدَ ذَلِكَ: «إِلا مِنْ ثَلاثٍ»، فَعَرَفْتُ بَعْدُ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ أَمْرٍ
1 / 52
حَدَثَ، قَالَ: «إِلا مِنَ الإِشْرَاكِ بِاللَّهِ، وَنَكْثِ الصَّفْقَةِ، وَتَرْكِ السُّنَّةِ»، قَالَ: أَمَّا نَكْثُ الصَّفْقَةِ تُبَايِعُ رَجُلا بِيَمِينِكَ، ثُمَّ تُخَالِفُ إِلَيْهِ فَتُقَاتِلُهُ بِيَمِينِكَ، وَأَمَّا تَرْكُ السُّنَّةِ فَالْخُرُوجُ عَنِ الْجَمَاعَةِ.
أَخْرَجَهُ الإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ فِي السُّنَّةِ
٢١ - أَخْبَرَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَة الْقُرَشِيُّ الدِّمَشْقِيُّ بِهَا، أَنْبَأَنَا عَلِيُّ بْنُ الْمُسَلَّمِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ
1 / 53
التَّمِيمِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَلِيِّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ سَعِيدٍ الْحِمْصِيُّ، أَنْبَأَنَا الْفَضْلُ بْنُ الْمُهَاجِرِ الْمَقْدِسِيُّ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ خَالِدٍ الأُمَوِيُّ، حَدَّثَنَا هِشَامُ بْنُ عَمَّارٍ، حَدَّثَنَا سَلامُ بْنُ سَوَّارٍ، حَدَّثَنَا مَسْلَمَةُ بْنُ الصَّلْتِ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ رَحْمَةٌ، وَوَسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ مِنَ النَّارِ»
٢٢ - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ حَمْزَةَ الْقُرَشِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو الْحَسَنِ عَلِيُّ بْنُ الْمُسَلَّمِ السُّلَمِيُّ، أَنْبَأَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ أَحْمَدَ الصُّوفِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عُثْمَانَ هُوَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الصَّابُونِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ، أَنْبَأَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ، حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرٍ أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ الْحَسَنِ الْحَرْبِيُّ، وَمُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ الْقُرَشِيُّ، قَالا: أَنْبَأَنَا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ حَمْزَةَ الْقَيْسِيُّ أَبُو أُسَيْدٍ، حَدَّثَنَا خَلَفُ بْنُ الرَّبِيعِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ لَمَّا حَضَرَهُ رَمَضَانُ، قَالَ: «سُبْحَانَ اللَّهِ،
1 / 54
مَاذَا تَسْتَقْبِلُونَ، وَمَاذَا يُسْتَقْبَلُ بِكُمْ؟» قَالَهَا ثَلاثًا، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَحْيٌ أُنْزِلَ، أَوْ عَدُوٌّ حَضَرَ؟ فَقَالَ: «لا، وَلَكِنَّ اللَّهَ ﷿ يَغْفِرُ فِي أَوَّلِ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ لِكُلِّ أَهْلِ الْقِبْلَةِ هَذِهِ»، وَفِي نَاحِيَةِ الْقَوْمِ رَجُلٌ يَهُزُّ رَأْسَهُ، قَالَ: بَخٍ بَخٍ.
فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ ﷺ: «كَأَنَّكَ ضَاقَ صَدْرُكَ مِمَّا سَمِعْتَ»، قَالَ: لا، وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ، وَلَكِنْ ذَكَرْتُ الْمُنَافِقِينَ.
فَقَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «إِنَّ الْمُنَافِقَ كَافِرٌ، وَلَيْسَ لِلْكَافِرِ فِي ذَا شَيْءٌ»
٢٣ - أَخْبَرَنَا أَبُو طَاهِرٍ أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْحَافِظُ، أَنْبَأَنَا أَبُو يَاسِرٍ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ، حَدَّثَنَا أَبُو الْقَاسِمِ بْنُ بِشْرَانَ، أَنْبَأَنَا أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ حَمْدَانَ بْنِ مَالِكٍ، حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُونُسَ، حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَجَاءٍ الْغُدَانِيُّ، أَنْبَأَنَا جَرِيرُ بْنُ أَيُّوبَ الْبَجَلِيُّ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، عَنْ نَافِعِ بْنِ بُرْدَةَ، عَنِ
1 / 55
ابْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ ﷺ يَقُولُ: " إِذَا أَهَلَّ رَمَضَانُ هَبَّتْ رِيحٌ مِنْ تَحْتِ قُرَيْشٍ فَصَفَقَتْ وَرَقَ الْجِنَانِ، فَتَنْظُرُ الْحُورُ الْعِينُ إِلَى ذَلِكَ فَيَقُولُونَ: أَيْ رَبِّ، اجْعَلْ لَنَا مِنْ عِبَادِكَ فِي هَذَا الشَّهْرِ أَزْوَاجًا تَقَرُّ أَعْيُنُهُمْ بِنَا وَتَقَرُّ أَعْيُيُنَا بِهِمْ.
قَالَ: فَمَا مِنْ عَبْدٍ صَامَ رَمَضَانَ إِلا زَوَّجَهُ اللَّهُ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ كَمَا نَعَتَ اللَّهُ ﷿، فَقَالَ: ﴿حُورٌ مَقْصُورَاتٌ فِي الْخِيَامِ﴾ [الرحمن: ٧٢] لِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ سَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفٍ وَسَبْعُونَ أَلْفَ وَصِيفَةٍ لِحَاجَاتِهَا، وَلِكُلِّ امْرَأَةٍ مِنْهُنَّ أَلْفُ وَصِيفٍ بِيَدِ كُلِّ وَصِيفٍ صَحْفَةٌ مِنْ ذَهَبٍ فِيهَا لَوْنٌ مِنْ طَعَامٍ يَجِدُ لآخِرِ لُقْمَةٍ كَمَا يَجِدُ لأَوَّلِهَا، يُعْطَى زَوْجُهَا مِثْلَ ذَلِكَ عَلَى سَرِيرٍ مِنْ يَاقُوتٍ عَلَيْهِ إِكْلِيلٌ مِنْ يَاقُوتٍ، مِنْ يَدَيْهِ سِوَارَانِ، هَذَا لِكُلِّ يَوْمٍ صَامَهُ مِنْ رَمَضَانَ سِوَى مَا عَمِلَ مِنَ الْحَسَنَاتِ "
1 / 56