أخبرنا أبو مسلم، قال: أبنا عمر، قال: أبنا أبي، قال : ثنا الوليد، قال: ثنا إدريس بن سليمان، قال: ثنا شهاب بن خراش الحوشبي أبو الصلت، ثنا عبد الكريم بن مالك الجزري، عن أبي عبيدة قال: اختلف عبادة بن الصامت وعبد الله بن مسعود في شيء، فقال عبادة بن الصامت: لا والذي كانت صخرة بيت المقدس مقاما له أربعين سنة ما كان كذا. فصدقه عبد الله بن مسعود، وهذا حديث الصحابة من كتب الله المنزلة.

ومعنى ذلك والله أعلم: أن الله تعالى شرفها وعظمها قبل أن تظهر للخلق، فيعظمونها أربعين سنة، ويوضح ذلك: أن البخاري روى عن النبي صلى الله عليه وسلم: أن الكعبة بنيت قبل بيت المقدس بأربعين سنة، ثم بني بيت المقدس بعد ذلك وعظمه، وكان الله تعالى قبل أن يظهره للخلق قد قدسه وبارك فيه، وشرفه وعظمه أربعين سنة، فذلك مجاز هذا الحديث والله أعلم، وقد فسرنا ذلك في كتابنا هذا، وشرحناه بشرح أتم من هذا، وهو يأتي فيما بعد إن شاء الله تعالى.

Halaman 145