357

شرح زاد المستقنع - عبد الكريم الخضير

شرح زاد المستقنع - عبد الكريم الخضير

Genre-genre

الطواف راكبًا النبي ﵊ طاف على بعير يستلم الركن بمحجن، هذا معروف في الصحيحين، وفي حديث جابر: طاف النبي ﵊ في حجة الوداع على راحلته بالبيت وبالصفاء وبالمروة ليراه الناس، فإن الناس قد غشوه، فعلى هذا يجوز الطواف راكبًا ولو من غير حاجة؟ الناس غشوه ﵊، وطاف لمصلحة رؤية الناس؛ ليقتدوا به، فهل نقول: لكل طائف طف راكبًا؛ لأن الرسول ﷺ طاف راكب مع إمكانه الطواف ماشي؟ يمكن أن يطوف ماشي؟ في سنن أبي داود ترجم على حديث أن النبي ﵊ طاف على البعير، باب: طواف المريض راكبًا، نعم طواف المريض راكبًا، فكأنه خصص هذا بالمريض، وجاء في بعض الطرق أنه كان شاكيًا، لكن التي في الصحيح ليس فيها ما يدل على الشكوى، على كل حال إذا طاف ماشيًا هو الأصل، وإن طاف راكبًا فيرجى أنه لا بأس به -إن شاء الله تعالى-.
قال: "ثم يصلي خلف المقام ركعتين" يعني إذا أتم طوافه فإنه يصلي ركعتين نفلًا عند الحنابلة والشافعية، وقال الحنفية والمالكية: بوجوبهما، بعضهم يقول: إن هاتين الركعتين تابعتان للطواف، يعني إن كان الطواف واجبًا فهما واجبتان، وإن كان الطواف نفلًا فهما نافلة، ويقرأ في الأولى: بـ ﴿قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ﴾ [(١) سورة الكافرون] وفي الثانية: بـ ﴿قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ﴾ [(١) سورة الإخلاص] والأفضل كونهما خلف المقام، وفي حديث جابر في صفة حج النبي ﵊ قال: ثم نفذ إلى مقام إبراهيم ﵇ فقرأ: ﴿وَاتَّخِذُواْ مِن مَّقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلًّى﴾ [(١٢٥) سورة البقرة] فجعل المقام بينه وبين البيت .. الحديث.
"وحيث ركعهما جاز" يعني سواء داخل المسجد أو خارج المسجد، دخل مكة أو خارج مكة، قال ابن المنذر: وأجمعوا على أنه الطائف يجزئه الركعتان حيث شاء، وقال مالك: لا يجزئ أن يصليهما في الحجر، وعلى هذا لو صلاهما داخل الكعبة يجزئ وإلا ما يجزئ على رأي مالك؟ نعم؟ لا يجزئ، لكن على قول الجمهور وأنهما نافلة يجزئ.

15 / 8