15

Explanation of the Three Fundamental Principles

شرح الأصول الثلاثة

Penerbit

سلسلة منشورات مؤسسة شبكة نور الإسلام

Genre-genre

وَالنُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلاَ لَهُ الْخَلْقُ وَالامْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾ [الأعراف:٥٤]) فهو خالق هذه العوالم، وله الأمر، فهو الذي يدبر هذه العوالم بأمره ﷾. ومعرفة العباد ربهم بآياته معرفة عقلية؛ لأن من ينظر في هذه الآيات ويتدبرها؛ يدرك أن لها خالقًا، وأن الذي خلقها حكيم وعليم وقدير وعظيم ﷾. والطريق الثاني لمعرفة الله هو: الوحي الذي بعث الله به رسله، فنعرف ربنا بأسمائه وصفاته بما بيَّن لنا في كتابه، ومنها أنه ﴿هُوَ اللَّهُ الَّذِى لاَ إِلَاهَ إِلاَّ هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ * هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِاء الْمُصَوّرُ لَهُ الاسْمَاء الْحُسْنَى﴾ [الحشر:٢٣،٢٤]، هذا تعريف من ربنا لنا بطريق الوحي والشرع، فالله عرَّف عباده بنفسه بآياته الكونية وهي المخلوقات، وبآياته الشرعية وهي آيات القرآن. يقول الشيخ ﵀: (والرب: هو المعبود). والرب الخالق لكل شيء المربي لعباده بنعمه هو المستحق للعبادة ﷾. (والدليل قوله تعالى: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ الَّذِىْ خَلَقَكُمْ وَالَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ * الَّذِى جَعَلَ لَكُمُ الارْضَ فِرَاشًا وَالسَّمَاء بِنَاء وَأَنزَلَ مِنَ السَّمَاء مَاء فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَراتِ رِزْقًا لَّكُمْ فَلاَ تَجْعَلُوا للَّهِ أَندَادًا وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ﴾ [البقرة:٢١ - ٢٢]). فأمر الله ﷾ جميع الناس أن يعبدوه ويتركوا عبادة ما سواه، وهذا هو معنى "لا إله إلا الله "، وذكر ﷾ المعاني المقتضية لعبادته وهي: أنه خالقهم وخالق آبائهم وخالق السماوات والأرض، وهو الذي ينزِّل الغيث ويخرج الأرزاق، ومَن هذا شأنه فهو المستحق للعبادة، فقوله: ﴿يَاأَيُّهَا النَّاسُ اعْبُدُوا رَبَّكُمُ﴾ هذا يتضمن إثبات العبادة لله، وقوله: ﴿فَلاَ تَجْعَلُوا للَّهِ أَندَادًا﴾ [البقرة:٢٢] يتضمن نفي إلهية من سوى الله؛ لأنه تعالى لا ند له.

1 / 18