. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
هَؤُلاءِ شُفَعَاؤُنَا عِنْدَ اللَّهِ﴾ ١. فيظنون أنهم يستطيعون بعبادتهم إياهم أن يشفعوا لهم عند الله في حصول مطالبهم أو أنهم يقربونهم إلى الله زلفى.
كما قال الله سبحانه عنهم في الآية الأخرى: ﴿مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى﴾ ٢.
وهذا من جهلهم وضلالهم بالشافع والمشفوع إليه. والله سبحانه له الشفاعة جمعيًا، وهو الذي يتصرف في عباده كيف يشاء، فلا يأذن بالشفاعة إلا فيمن يرضى الله عمله. ولا يشفع أحد عنده إلا بعد إذنه. كما قال تعالى: ﴿مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلَّا بِإِذْنِهِ﴾ ٣، وقال تعالى: ﴿وَلا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى﴾ ٤، فالشفاعة لا تكون إلا بإذنه للشافع، ورضاه عن المشفوع فيه. وهو سبحانه لا يرضى بالشفاعة إلا لأهل التوحيد، كما صح عنه ﷺ أنه قال: " لما سأله أبو هريرة قائلًا: من أسعد الناس بشفاعتك يا رسول الله؟ . قال: "من قال لا إله إلا الله خالصًا من قلبه " ٥، أخرجه