الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ﴾ .
اعْلَمْ أَرْشَدَكَ ١ اللهُ لِطَاعَتِهِ أَنَّ الْحَنِيفِيَّةَ ٢ مِلَّةَ إبراهيم أن تعبد
ــ
فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ ١ والآيات في هذا المعنى كثيرة. ومراده سبحانه مع القدرة على ذلك؛ لقوله ﷿: ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾ ٢.
وقوله سبحانه: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ ٣ الآية. ولأنه ﷺ لم يقاتل المشركين حتى قوي على ذلك. ثم قال تعالى في أخر الآية: ﴿أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ﴾ ٤. أي قواهم بقوة منه.
١. قال ﵀ اعلم أرشدك الله لطاعته، جمع ﵀ بين التعليم والدعاء.
٢. الحنيفية ملة إبراهيم. وهي أن تعبد الله مخلصًا له الدين، وهي التي قال الله فيها لنبيه: ﴿ثُمَّ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ أَنِ اتَّبِعْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيم َ