شرح مقدمة التفسير لابن تيمية - العثيمين

Muhammad ibn Saalih al-Uthaymeen d. 1421 AH
104

شرح مقدمة التفسير لابن تيمية - العثيمين

شرح مقدمة التفسير لابن تيمية - العثيمين

Penerbit

دار الوطن

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤١٥ هـ - ١٩٩٥ م

Lokasi Penerbit

الرياض

Genre-genre

يجعلونه إلهًا بالمعنى، ويعتقدون أنه مدبر للكون، وأنه ما من ذرة في الأرض ولا في السماء إلا والذي يدبرها علي بن أبي طالب قطب الأقطاب. وعلى كل حال فنحن نقول: نشهد الله ﷿ على محبة المؤمنين من آل البيت، ونرى أن المؤمن من آل البيت له حقان علينا: الحق الأول: إيمانه، والثاني: قرابته من رسول الله ﷺ، ونرى أنهم ما شرفوا إلا لقربهم من الرسول ﵊، وليس الرسول هو الذي شرف بهم؛ بل هم شرفوا بقربه، ونرى أيضا أنهم مراتب ومنازل، وأنهم وإن تميزوا بهذه الخصيصة -وهي القرب من الرسول ﵊ فلا يعني ذلك أن لهم الفضل المطلق على من فضلهم في العلم والإيمان، فأبوبكر وعمر وعثمان ﵃ هؤلاء أفضل من علي بن أبي طالب الفضل المطلق، وإن كان علي ابن أبي طالب ﵁ يمتاز عنهم في بعض الخصوصيات، لكن هذا لا يلزم منه التفضيل المطلق؛ لأن هناك فرقا بين الإطلاق وبين التقييد. وبالنسبة لإحراقهم بالنار فهو ﵁ رأى أن هذا أعظم عقوبة، مثل ما فعل أبو بكر ﵁ في الأمر بتحريق اللوطي، وإن كان الإنسان قد يخفى عليه بعض الشيء أحيانا، ولهذا قال ابن عباس: لو أنه في مقام علي بن أبي طالب لقتلهم؛ لقول النبي صلي الله عليه وسلم: «من بدل دينه فاقتلوه» (١) وما أحرقتهم بالنار؛ لأن النبي صلي الله عليه وسلم نهى أن يعذب بالنار (٢)، فقيل إنه قال: ما أسقط ابن أم الفضل على الهنات يعني على العيب والخطأ. ***

(١) رواه البخاري، كتاب الجهاد والسير باب لا يعذب بعذاب الله، (٣٠١٧) (٢) رواه البخاري، كتاب استتابة المرتدين باب حكم المرتد والمرتدة..، (٦٩٢٢) .

1 / 108