111

Explanation of the Great Foundation in Means and Intercession

شرح كتاب قاعدة جليلة في التوسل والوسيلة

Genre-genre

المعنى الثالث للوسيلة قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وأما التوسل بالنبي ﷺ والتوجه به في كلام الصحابة فيريدون به التوسل بدعائه وشفاعته]. هذا هو المعنى الثالث، فقد ذكر المعنى الأول: وهو عبادة الله بما شرع وشرعه الرسول ﷺ، والمعنى الثاني: وهو الوسيلة الخاصة بالنبي ﷺ، وهذه لا نسعى إليها ولا نبحث عنها، إنما نؤمن بها ونرجو أن يحققها الله لرسوله ﷺ كما وعد. النوع الثالث، استعمال التوسل بالنبي ﷺ والتوجه به في كلام الصحابة وهو حي، كما قال الأعمى، وكما ورد في أكثر من قصة، فإن الصحابة توسلوا بالنبي ﷺ وهو حي، أي: توسلوا إلى الله أن يقبل دعاءه، أو طلبوا منه أن يدعو لهم، وهذه الصور موجودة قد تجتمع عند الصحابة، فيتوسل أحدهم بالنبي ﷺ، يعني: يطلب منه أن يدعو الله له، ويتوسل بالنبي ﷺ بمعنى يطلب من الله ﷿ أن يقبل دعاء النبي ﷺ له. أما لفظ: (إنك لا تخلف الميعاد) بعد دعاء الوسيلة عقب الأذان فالذي أعرف أن العبارة ضعيفة، لكن يبدو لي أن الأمر واسع في مثل هذه العبارات التي ليس فيها زيادة معنى يتعلق بالأحكام، إنما هي تمجيد لله ﷿، فباب التمجيد والتعظيم لله مفتوح، مثل أن نراوح بين أن نقول: الله ﷿، أو نقول: الله سبحانه، أو نقول: الله جل وعز، أو نقول: الله تعالى، فأقول: (إنك لا تخلف الميعاد) كلمة حق، ليس فيها معنى زائد أكثر من أن تكون تمجيدًا لله ﷿، وزيادة إيمان ويقين، ولو كانت تحمل معنى آخر جديدًا، لقلنا: تترك مادام الحديث فيها ضعيفًا. بقي: ما هو الأولى؟ الأولى تركها؛ لوجود دعاء ثابت في وقت مخصوص على هيئة مخصوصة بمناسبة مخصوصة لكن من قالها لا ننكر عليه، هذا الذي يظهر لي، والله أعلم. وقد سمعت أن سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز ﵀ حسن هذه الزيادة.

13 / 5