Explanation of the Book of Tawhid by Ibn Khuzaymah - Muhammad Hassan Abdul Ghaffar
شرح كتاب التوحيد لابن خزيمة - محمد حسن عبد الغفار
Genre-genre
أدلة أهل الاتحاد والحلول
فهؤلاء الذين تبنوا هذه العقيدة الخربة الفاسدة الباطلة الكفرية التي تتنقص حق الله تنقصًا شديدًا يعتقدون أن الله احتوشته الخنازير والكلاب والبحار وغيرها، وهذه العقيدة الكفرية تبناها كثير ممن يعيشون في عصرنا هذا، وأبواقهم من خلفهم يحاربون ويقاتلون من أجل نصرة هذه العقيدة الخربة، ثم أتوا بتشويش ذلك بالمتشابه من القرآن ومن السنة ومن العقل، لإثبات أن ما هم عليه حق ليس بضلال، وأول الأدلة من الكتاب: قول الله تعالى: ﴿هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ * هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ﴾ [الحديد:٣ - ٤]، فقالوا في قول الله تعالى: «وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ»: أي: فهو معي في بيتي ومع الآخر في بستانه ومع الثالث في بلده ومع الآخر في مركبه في البحار، وهذا هو ظاهر القرآن وأنتم تأخذون بظاهر القرآن.
والدليل الثاني: قول الله تعالى: (مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ إِلَّا هُوَ رَابِعُهُمْ وَلا خَمْسَةٍ إِلَّا هُوَ سَادِسُهُمْ وَلا أَدْنَى مِنْ ذَلِكَ وَلا أَكْثَرَ إِلَّا هُوَ مَعَهُمْ أَيْنَ مَا كَانُوا﴾ [المجادلة:٧] أي: ثلاثة والرابع الله، وخمسة والسادس الله، وسبعة والثامن الله، وهذا ظاهر القرآن، فهذه المعية تثبت أن الله في كل مكان.
17 / 6