شرح كتاب العلم لأبي خيثمة - عبد الكريم الخضير
شرح كتاب العلم لأبي خيثمة - عبد الكريم الخضير
Genre-genre
نعم، الدلالة فيما بعدها، ﴿يَبْخَلُونَ﴾: بما عندهم ﴿وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ﴾: يعني في العلم في باب العلم لا ينفق مما أعطاه الله من علم، ولا يحث الناس بل يثبط من رآه يعلم الناس، أنت ما أنت بملزوم، أنت ما أنت بمكلوف، أنت تعرض نفسك لكذا، أنت ...، ويحفظ بعض ما جاء في مسائل ورع السلف، يحفظ شيئًا من ورع السلف وهو لا هو بمشتغل ولا هو مخلي الناس يشتغلون، وقصده من ذلك التبرير لنفسه وتحطيم الناس وتثبيطهم عن فعل الخير، وهذا مشاهد في كافة وجوه الخير، تجد شخص يذهب إلى مكة لأداء العمرة ولزوم بيت الله في الأيام الفاضلة، وينفق في ذلك في العشر الأواخر -عشرين ألف مثلًا- يأتيه من يأتيه يقول: هذه العشرين الألف، يعني المسألة هذا نفع لازم، وهناك فقراء محتاجين، لو أنفقت هذه العشرين على خمس أسر تغنيهم أيام رمضان وما بعد رمضان أفضل من كونك تترك بلدك وتذهب، لكن هل الناصح هذا وهو أكثر غناة -يعني أغنى من المنصوح- هل هذا دفع شيئًا؟ ما هو بدافع، لكن يبي يحرم هذا العمرة والمجاورة والأوقات الفاضلة ومضاعفة الصلوات، نعم، ولا هو منفق ولا ....، وما قصده أن ذاك ينفق، بس ما يبيه يروح ولا يستفيد ولا يغتنم هذه الفرص، نعم، أبدًا هذه طريقة بعض الناس، يعني يشق عليه أنه من جيرانه راح ثم يبدأ عليه الضغوط من بيته، الناس راحوا وخلونا، أنت وش تبي، يمسكهم واحد، واحد يا أخي ها الأموال التي تنفقونها لو تصرفونها على الفقراء، ولا هو بمصرف ولا منفق على الفقراء ولا مغتنم للأوقات ولا أزمان، ولا أماكن فاضلة، فمثل هذا يخذل الناس ولا هو مطلع شيء، ومثله أيضًا من بعض من ينتسب إلى العلم تجده محرومًا، محروم لا يريد أن يعطي، وإذا رأى شخصًا نفع الله به وبذل من نفسه، يقول: يا أخي شوف السلف يتورعون ويتدافعون وهذه مزلة قدم وأنت يحفظ عنك كذا، هذا إن استفاد من نصوص السلف. . . . . . . . . تعرض لأذى، تعرض نفسك للمسائلة، تعرض نفسك، لا نفع به الباب اللي باب السلف وإلا جاب له باب الخلف بعد، هذا حرمان يا إخوة، هذا الحرمان بعينه، ﴿يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ﴾، ولا هو بنافع ولا مخلي الناس ينفعون، ومع الأسف لهم
3 / 14