شرح تفسير ابن كثير - الراجحي

Abdul Aziz bin Abdullah Al Rajhi d. Unknown
76

شرح تفسير ابن كثير - الراجحي

شرح تفسير ابن كثير - الراجحي

Genre-genre

دنو الملائكة لسماع قراءة أسيد بن حضير سورة البقرة قال المؤلف رحمه الله تعالى: [قال البخاري: وقال الليث: حدثني يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم عن أسيد بن حضير ﵁ قال: (بينما هو يقرأ من الليل سورة البقرة وفرسه مربوطة عنده إذ جالت الفرس، فسكت فسكنت، فقرأ فجالت الفرس، فسكت فسكنت، ثم قرأ فجالت الفرس فانصرف، وكان ابنه يحيى قريبًا منها، فأشفق أن تصيبه، فلما أخذه رفع رأسه إلى السماء حتى ما يراها، فلما أصبح حدث النبي ﷺ فقال: اقرأ يا ابن حضير. قال: قد أشفقت -يا رسول الله- على يحيى وكان منها قريبًا، فرفعت رأسي وانصرفت إليه، فرفعت رأسي إلى السماء فإذا مثل الظلة فيها أمثال المصابيح فخرجت حتى لا أراها. قال: وتدري ما ذاك؟! قال: لا. قال: تلك الملائكة دنت لصوتك، ولو قرأت لأصبحت ينظر الناس إليها لا تتوارى منهم). وهكذا رواه الإمام العالم أبو عبيد القاسم بن سلام في كتاب (فضائل القرآن) عن عبد الله بن صالح ويحيى بن بكير عن الليث به، وقد روي من وجه آخر عن أسيد بن حضير كما تقدم، والله أعلم]. وقد روي -أيضًا- أنه كان يقرأ سورة الكهف، فجالت الفرس، وأنها كانت قريبة من ولده يحيى كما جاء في هذا الحديث. قال المؤلف رحمه الله تعالى: [وقد وقع نحوًا من هذا لـ ثابت بن قيس بن شماس ﵁، وذلك فيما رواه أبو عبيد: حدثنا عباد بن عباد عن جرير بن حازم عن عمه جرير بن يزيد أن أشياخ أهل المدينة حدثوه (أن رسول الله ﷺ قيل له: ألم تر ثابت بن قيس بن شماس لم تزل داره البارحة تزهر مصابيح؟! قال: فلعله قرأ سورة البقرة. قال: فسألت ثابتًا فقال: قرأت سورة البقرة)]. قوله: [تزهر] أي: تضيء وتنير، والحديث ضعيف؛ لإبهام أشياخ أهل المدينة، وهو كذلك مرسل، ولذا قال ﵀: [وهذا إسناد جيد، إلا أن فيه إبهامًا، ثم هو مرسل، والله أعلم]. أي أن رجال السند لا بأس بهم، لولا الإرسال والإبهام.

12 / 6