62

اللباب «شرح فصول الآداب»

اللباب «شرح فصول الآداب»

Penerbit

دار التدمرية

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م

Lokasi Penerbit

الرياض - المملكة العربية السعودية

Genre-genre

أيضًا قوله تعالى: ﴿وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ (١) ومن الفواحش الباطنة: الكبر. وهذا الكبر له علامات خارجية، وهو محرم وإن لم يظهر على صاحبه أي علامة، ولكن قد يظهر له علامات خارجية، فمنها ما نص عليه النبي ﷺ، من قوله: «بطر الحق، وغمط الناس» فمن صور الكبر دفع الحق، ورفضه، وعدم قبوله، والالتفاف عليه، وتأويله، وازدراء الناس، واحتقارهم. ومن صور الكبر المشي بخيلاء وزهو. ومن صوره الإسبال، كما قال ﷺ: «وإياك وإسبالَ الإزار فإن إسبالَ الإزار من المَخِيلَة» (٢)

(١) الأنعام: ١٥١. (٢) أخرجه الطيالسي (رقم: ١٢٠٨) وأحمد (رقم ٢٠٦٥١) وأبو داود (رقم: ٤٠٨٤) والنسائي (رقم: ٩٦٩١) والطبراني (رقم: ٦٣٨٤) وابن حبان (رقم: ٥٢٢) وغيرهم، ولفظه: عن جابر بن سليم الهجيمي ﵁: انتهيت إلى رسول الله ﷺ وهو محتب في بردة له؛ كأني انظر إلى هدابها على قدميه، فقلت: يا رسول الله أوصني، قال: «اتق الله ولا تحقرن من المعروف شيئًا، ولو أن تفرغ من دلوك في إناء المستسقي، وأن تلقى أخاك ووجهك إليه منبسط، وإياك وإسبال الإزار، فان إسبال الإزار من المخيلة، ولا يحبها الله، وإن امرؤ شتمك وعيرك بأمر هو فيك، فلا تعيره بأمر هو فيه، ودعه يكون وباله عليه، وأجره لك، ولا تسبن شيئًا» = = قال: فما سببت بعد قول رسول الله ﷺ دابة ولا إنسانًا. وهذا لفظ أبو داود الطيالسي.

1 / 61