66

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

Penerbit

غراس للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

Genre-genre

الفروق، منها: أنَّ العلو صفة ذاتية لله تعالى. أما الاستواء فهو صفة فعلية اختيارية تتعلق بالمشيئة. ومنها: أنَّ الاستواء صفة خبرية: دل عليها الخبر، ولولا الخبر والأدلة التي جاءت في الكتاب والسنة لما عرف الناس هذه الصفة. أما العلو فهو صفة دل عليها العقل مع دلالة الخبر، فالعقل يدل على علو الله، ومن الأدلة التي ذكرها أهل العلم على علو الله: العقل والفطرة بالإضافة إلى النقل. ولهذا فإنَّ الله خاطب المشركين - مخوفًا لهم بهذا الذي يؤمنون به - فقال: ﴿أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أ﴾ ١ أي أأمنتم مَنْ تعلمون أنَّه في السماء. وكذلك يأتي في أشعار الجاهليين الإقرار بأنَّ الله في السماء، مما يؤكد استقرار ذلك في فطرهم، كما قال أحدهم: يا عبل أين من المنية مهربُ ... إن كان ربي في السماء قضاها وعن عمران بن حصين"﵁"قال: قال النبي ﷺ لأبي: "يا حصين، كم تعبد إلهًا؟ قال أبي: سبعة، ستًا في الأرض وواحدًا في السماء. قال: فأيهم تعد لرغبتك ورهبتك؟ قال: الذي في السماء. قال: يا حصين أما إنك لو أسلمت علمتك كلمتين تنفعانك " ٢ فعرف حصين"﵁" أنَّ ربه في السماء وهو مشرك. والاستواء دليل على علو الله ﵎ على خلقه، فعرش الرحمن هو سقف المخلوقات وأعلاها، والله ﷿ مستو على عرشه. قال رسول

١ الآية ١٦ من سورة الملك. ٢ أخرجه الترمذي رقم ٣٤٨٣ وقال: هذا حديث غريب، وأحمد ٤/٤٤٤، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني رقم ٢٣٥٥، والبزار رقم ٣٥٨٠ وإسناده جيد.

1 / 70