169

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

تذكرة المؤتسي شرح عقيدة الحافظ عبد الغني المقدسي

Penerbit

غراس للنشر والتوزيع

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢٤هـ/٢٠٠٣م

Genre-genre

المبارك ﵀:"صاحب البدعة على وجهه الظلمة وإن ادهن كلَّ يوم ثلاثين مرة"١. والمعصية أيضًا تكسب صاحبها شيئًا من الظلمة والذل، كما قال الحسن البصري ﵀:"إنهم - يعني أهل المعاصي والذنوب - وإن هملجت بهم البراذين وطقطقت بهم البغال، إنَّ ذل المعصية لفي قلوبهم، أبى الله إلا أن يذل من عصاه"٢.
" يومئذ " أي: يوم القيامة، فمحل هذا الثواب يوم القيامة.
" ناضرة " أي: حسنة بهية. وعندما تطالع أقاويل السلف في معنى ناضرة تجد عباراتهم متنوعة، فمنهم من يقول: مشرقة. ومنهم من يقول: بهية. ومنهم من يقول: حسنة. ومنهم من يقول: جميلة. ومنهم من يقول: مضيئة. ومنهم من يقول: منيرة. أقاويل كثيرة وكلُّها حق يشملها معنى النضرة المذكورة في الآية. أسأل الله ﷿ أن يمن عليَّ وعليكم بذلك.
" ناظرة " بالظاء أخت الطاء، وهي من النظر، أي ناظرة إلى الله ﷿ بالأبصار، وهذا فيه دلالة على ثبوت الرؤية، وأنَّ أهل الإيمان أهل النضرة يرون ربهم ﷿.
وهنا لفتة للإمام الحسن البصري ﵀ عند هذه الآية، يقول:"تنظر إلى الخالق، وحق لها أن تنضر وهي تنظر إلى الخالق"٣. يعني كيف لا تزدان وجوههم وتحسن وهم ينظرون إلى الله ﷿.
إنَّ صاحب الإيمان والسنة لما يقرأ هذه الآية ونظائرها يتحرك قلبه شوقًا إلى الله، وطمعًا في أن يكون من هؤلاء الذين تنضر وجوههم بالنظر إليه تبارك

١ رواه اللالكائي " رقم ٢٨٤ "
٢ إغاثة اللهفان " ٢/١٨٨ "، ومجموع الفتاوى " ١٥/٤٢٦ "
٣ رواه ابن جرير في تفسيره " رقم ٣٥٦٥٤ "

1 / 175