40

Explanation of Al-Aqidah Al-Wasitiyah by Sheikh Al-Islam Ibn Taymiyyah

شرح العقيدة الواسطية من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية

Penerbit

دار ابن الجوزي،الدمام

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٢١هـ

Lokasi Penerbit

المملكة العربية السعودية

Genre-genre

ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ [الأنعام: ٥٩]، وقوله: ﴿وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنثَى وَلا تَضَعُ إِلاَّ بِعِلْمِهِ﴾ [فاطر: ١١]، في هذه الآيات الكريمات إثبات صفتي العلم، والحكمة لله – تعالى-. فأما صفة علم الله – تعالى – فأدلة إثباتها كثيرة، فإن "في القرآن والحديث، والآثار ما لا يكاد يحصر"١من النصوص الدالة على ثبوت صفة العلم لله – تعالى – و"هو – سبحانه – يعلم ما كان، وما يكون، وما لم يكن لو كان كيف كان يكون"٢. "ولهذا كان قول المرسلين: إن الله أحصى كل شيء عددًا، فهو يعلم أوزان الجبال، ودورات الزمان، وأمواج البحار، وقطرات المطر، وأنفاس بني آدم: ﴿وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ﴾ [الأنعام: ٥٩] ٣. وهو – سبحانه – "يعلم المعدومات، والممتنعات التي ليست مفعولة، وكما يعلم المقدرات كقوله: ﴿وَلَوْ رُدُّواْ لَعَادُواْ لِمَا نُهُوا عَنْهُ﴾ [الأنعام: ٢٨]، وقوله: ﴿لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا﴾ [الأنبياء: ٢٢]، وإن كان وجود إله غيره ممتنعًا، فعلمه – سبحانه – بما يعلمه، ليس من شرطه كونه مفعولًا له، بل كونه مفعولًا له دليل على أنه يعلمه، والدليل لا ينعكس"٤. فالله – جل شأنه – "العليم الذي له العلم العام للواجبات، والممتنعات، والممكنات، فيعلم نفسه الكريمة، وصفاته المقدسة، ونعوته العظيمة، وهي الواجبات التي لا يمكن إلا وجودها، ويعلم الممتنعات

١ جامع الرسائل والمسائل (١/١٨٣) . ٢ المصدر السابق، وانظر: درء تعارض العقل والنقل (١٠/١٧٩) . ٣ درء تعارض العقل والنقل (١٠/١٧٣) . ٤ المصدر السابق (١٠/١٢٩) .

1 / 45