78

Explanation and Clarification on Tafsir al-Jalalayn - Part 1

التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م

Genre-genre

وقولُه: (نُطَفًا فِي الْأَصْلَاب): تفسيرٌ لقوله: ﴿أمواتًا﴾ (^١)، وهي الموتة التي لم يتقدمْها حياةٌ، وهي الموتة الأولى في قوله - تعالى - عن الكفار: ﴿أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ﴾ [غافر: ١١]، والموتة الثانية: هي موتُهم بعد إحيائهم في الدنيا، والإحياءةُ الثانية حين يُنفخ في الصور ويُبعثون من القبور، وهي المذكورة في قوله: ﴿ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾ [البقرة: ٢٨]. وقولُه: (في الأرحامِ والدنيا بنفخِ الروحِ فيكم): هذه الحياة الأولى، ومبدؤُها نفخُ الروح في الجنين، وتشمل هذه الحياة أطوارَ الإنسان جنينًا وطفلًا وما بعد ذلك من أطوار الإنسان في هذه الدنيا. وقولُه: (والاستفهامُ للتعجيبِ …) إلى آخره: يريد أنَّ الاستفهامَ في قوله: ﴿كَيْفَ تَكْفُرُونَ﴾ المقصود منه: التعجُّب مِنْ كفرهم، أو التوبيخ على كفرهم (^٢) مع ما يعلمونه ويشاهدونه مِنْ خلق الله لهم، ونقلهم من طور إلى طور بالإحياء والإماتةِ، وذلك برهانٌ على كمال قدرته وحكمته، فمنه المبدأُ وإليه المعاد - وهو الرجوع إليه بعد البعث - للجزاء على الأعمال، ولهذا قال سبحانه: ﴿ثُمَّ إلَيْهِ تُرْجَعُونَ﴾. * * *

(^١) جاء هذا التفسير عن ابن عباس في رواية عطاء عنه، وقتادة، وهناك أقوال أخرى. ينظر: «تفسير الطبري» (١/ ٤٤٦)، و«تفسير ابن أبي حاتم» (١/ ٧٣، رقم ٣٠٢)، و«زاد المسير» (١/ ٤٩). (^٢) ينظر: «معاني القرآن» للزجاج (١/ ١٠٧)، و«الإيضاح» لابن الأنباري (١/ ٥١٠ - ٥١١)، و«الكشاف» (١/ ٢٤٨).

1 / 82