73

Explanation and Clarification on Tafsir al-Jalalayn - Part 1

التعليق والإيضاح على تفسير الجلالين - جـ ١

Nombor Edisi

الأولى

Tahun Penerbitan

١٤٤٢ هـ - ٢٠٢٠ م

Genre-genre

تعالى: ﴿قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ وَأَهْلِيهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَلَا ذَلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ (١٥)﴾ [الزمر: ١٥]. ونزلَ ردًّا لقول اليهود لَمَّا ضرب الله المثلَ بالذبابِ في قوله: ﴿وَإِنْ يَسْلُبهُمْ الذُّبَاب شَيْئًا﴾ والعنكبوت في قوله: ﴿كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوت﴾ ما أرادَ الله بذكرِ هذه الأشياء الخسيسةِ؟ فأنزل الله: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي أَنْ يَضْرِبَ﴾ يجعلَ ﴿مَثَلًا﴾ مفعولٌ أول ﴿مَا﴾ نكرةٌ موصوفة بما بعدها مفعولٌ ثان أي: مثل كان، أو زائدة لتأكيدِ الخِسَّة، فما بعدها المفعول الثاني ﴿بَعُوضَة﴾ مفردُ البعوضِ وهو صغارُ البَقِّ ﴿فَمَا فَوْقهَا﴾ أي: أكبرُ منها أي: لا يترك بيانُه لِمَا فيه مِنْ الحِكَم ﴿فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ﴾ أي: المثل ﴿الحَقُّ﴾ الثابت الواقع موقعه ﴿مِنْ رَبّهمْ وَأَمَّا الَّذِينَ كَفَرُوا فَيَقُولُونَ مَاذَا أَرَادَ اللَّه بِهَذَا مَثَلًا﴾ تمييزٌ أي: بهذا المثل، و«ما» استفهامُ إنكارٍ مبتدأٌ و«ذا» بمعنى الذي، بصلته خبرُهُ أي: أيُّ فائدةٍ فيه؟ قال - تعالى - في جوابِهم ﴿يُضِلُّ بِهِ﴾ أي: بهذا المثل ﴿كَثِيرًا﴾ عن الحقِّ لكفرِهم به ﴿وَيَهْدِي بِهِ كَثِيرًا﴾ مِنْ المؤمنين لتصديقِهم به ﴿وَمَا يُضِلُّ بِهِ إلَّا الْفَاسِقِينَ﴾ الخارجينَ عن طاعتِه ﴿الَّذِينَ﴾ نَعْتٌ ﴿يَنْقُضُونَ عَهْد اللَّه﴾ ما عَهِدَهُ إليهم في الكتبِ من الإيمان بمحمَّدٍ ﴿مِنْ بَعْد مِيثَاقِهِ﴾ توكيدِهِ عليهم ﴿وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّه بِهِ أَنْ يُوصَل﴾ مِنْ الإيمان بالنبي والرَّحمِ وغيرِ ذلك و«أنْ» بدلٌ مِنْ ضميرِ «به» ﴿وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ﴾ بالمعاصي والتعويقِ عن الإيمان ﴿أُولَئِكَ﴾ الموصوفونَ بما ذُكِرَ ﴿هُمْ الْخَاسِرُونَ﴾ لمصيرِهم إلى النارِ المؤبَّدةِ عليهم. وقولُ المؤلِّف: (ونزلَ ردًّا …) إلى آخره: يذكر هنا سببَ نزول هذه الآية: ﴿إِنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَحْيِي﴾، وذلك أنَّ الله لَمَّا ضرب المثلَ بالذباب وبالعنكبوت

1 / 77